وليد.ع. العايش
ذات يوم ما
جلستُ هُنا
على ذاتِ الأريكة
أرتدي بذّتي الرصاصيّة
وسواد عيناي
وأحتسي نظراتي
مع قهوة مازالتْ نائمة
لا شيء يقتربُ مني
سوى نادلٌ قصيرْ
كانَ يتقرّبُ من جيبي
اَبتسِمُ خِلسةً
ثُمَّ أُديرُ وجهي
صوبَ بابِ مقهىً كئيبْ
المطرُ يُداعِبُ الزجاج
ماذا كانَ يقولُ لهُ آنذاكْ
لستُ أدري
ذاكرتي الرمادية , المُحنطة
منذُ عهد الخليفةْ
تتحركُ باتجاهِ اليمين , واليسار
البابُ هناك مفتوحاً
يتربصُ بالقادمين
أو حتى العابرين
تخيلْتُها جَنّة أخرى
ستأتي على قدمين
تلتحِفُ مِعطفاً زهريّاً
وتترك شَعرَها الغجري
يُتعِبُ عيونَ العابرينْ
كأسٌ , وثانٍ , وآخر
والنادلُ ينتظرُ
أنْ يُفتَحَ قلبُ جيبي بابهُ
بينما كُنتُ أؤدي
بعض الأغاني القديمة
وأتشبثُ ببابٍ لازالَ مفتوحاً , كقلبي
يزدادُ عِناقُ المطر , والزُجاج
قَفصةٌ منْ عطرٍ تمرُّ بجانبي
لعلّها هي … قلتُ
لكنَّها جاورتني على أريكةٍ أخرى
عازف القطعة الرمادية
يهدهد أوتاره …
شعره الأبيض
يبدو متمردا …
احتسيتُ آخر ما كتبتُ
ونظرتُ … إلى هناك
خمسينيةٌ ترتدي السوادْ
غابَ الشعرُ الغجريُّ فجأة
انطوتْ ذاكرتي الرماديةْ
فككتُ ربطةَ عُنقي قليلاً
وتركتُ المطرَ يصفعُ وجنتاي …
__________
وليد.ع.العايش
30/9/2018م