أحمد يوسف داود
جَسدُ الجَميلةِ في السّريرِ ولم تَنمْ..
وأطالَ نَهداها على أرَقٍ هَديلَهُما
وحَنَّ الثَّغرُ توّاقاً إلى مالم يُجَرِّبْ بَعدُ
من قُبلٍ..
فأنّ من الجَوى شَوقاً وذابْ!.
وتقَطّرَ العسَلُ الشّهيُّ منَ الأنينِ
فصارَ مثلَ ندىً على شفَتيْن من وردٍ..
وطارَ كآهةٍ من عِطرِ هَمسٍ في الحَنينِ
كأنّهُ هَمسُ العِتابْ!.
أيُّ السّنابلِ في غَدائرِ شَعرِها الذّهبيِّ؟!..
مازالَ الحَصادُ على مَخدّتِها يُمشِّطُ كَوكباً
ويقولُ للعُنُقِ:
(السلامُ عَليكَ إنَّ أصابِعي من ياسَمينٍ..
والبَنفْسجُ للخُضابْ)!
ويَفيضُ بالعَبقِ السّريرُ كأنّهُ وَردُ المَسرّةِ..
تَنزِلُ الأقمارُ وَلْهى ثمّ يُغويها الطَّوافُ..
وأنجُمٌ تَسعى الى أفُقٍ السُّجودِ
وليسَ يُدرِكها وقد سَجدَتْ غِيابْ!.