للطفولة عالمها الخاص والجميل .وأهمية مكانتها المتميزة في دول العالم وأثرها في تكوين شخصيته وتحديد المعالم الاجتماعية واثرها البالغ في بناء شخصيته وتكوينها لتحديد معالم سلوكه الاجتماعي .فتقدم المجتمع وتطوره احد اهم المعايير التي يقاس بها من خلال الاهتمام بالطفوفة ورعايتها وحمايتها والاهتمام بمستقبل هذه الا مة وارتقائها .
الاهتمام بالطفولة ليس حديثا فهو منذ القرون التي مضت قد اهتمت المجتمعات بتربية اطفالهاورعايتهم وحمايتهم للعيش بانسجام مع افراد مجتمعهم والطفل ينمو ويرتقي بوصفه شخصية اجتماعية على قدر ما تتوفر له عوامل التربية ومقوماتها اجتماعيا في الاسرة التي يعيش فيها .
فالبيئةالمحيطةبه تؤدي دورا هاما في اعداده للحياة الاجتماعية عن طريق تزويده بقيم المجتمع واتجاهاته.
فالاسرة هي المدرسة الاولى التي تقوم بتنشئة وتربية وتطبيعه الأجتماعي اذ عن طريقها يتعلم الطفل انماط السلوك ويتبعها في حياته ويمتلك الوسائل التي تساعد في تحقيق توافقه داخل محيط الاسرة وخارجها .فمن خلال الضبط بما يتضمنه من ثواب وعقاب وبالتدريج تتكون لدى الطفل نظرة نحو نفسه والاخرين والعالم وذلك بفضل علاقته بوالديه ورعايتهما له .
وكلما كانت علاقة الابوين مبنية على الحب والحنان والدفئ بإيجابية تكون مؤثرة فيه وإن كانت إهمال أو نبذ فتكون بسلبية تعرضه للمشكلات والصعوبات .لذا علينا الانتباه إلى العوامل الأسرية التي تؤثر في تنشئته ونموه ومعاملته داخل الاسرة كالوضع الاجتماعي -الوضع الاقتصادي -المستوى التعليمي للوالدين كفيل ان يؤدي دوره كفائدة له .وطبيعة العلاقة بينهما وترتيب الطفل بين إخوته واتجاهات والديه والمراحل التي يمر بها ومن ثم المدرسة والاسرة والواقع الاجتماعي بما لهم من اثره في صحته النفسية والجسدية والفكرية فهو بالغ الخطورة .
لقد اكدابن سينا الإبداع الفكري في تربية الطفل واثر الوالدين وإن الطفولة حياة قائمة بحد ذاتها ومرحلة تمولها قوانينها ونظرياتها في التربية وعلم النفس وهي ليست مجرد فترة زمنية يمر بها الإنسان دون فهم وما يدور من حوله من متغيرات بيئية مستخدما حواسه وعقله في التعاون مع المتغيرات .لقد كانت آراءه مبنية على اساس الملاحظة والحدس واستلهام ماورد بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .فالمراحل التي يمر بها الطفل منذ نشأته وحتى بلوغه سن الرشد من خلال تنمية طاقاته المختلفة الجسمية والعقلية والروحية توفر الحاجات الاساسية لكل طفل في جميع مراحل حياته واكد على اهمية المكانة التي يرثربها في سره يحمل أفرادها مشاعر المحبة والتعاون والإسلام الذي بعتبر الابناء زينة الحياة الدنيا .ويطالب بالوقت ذاته بحس تربيتهم فمجرد حب الوالد لولده منسجما مع حاجاته يوصل الاهل إلى الأهداف المنشودة لأن سلوك الوالدين يعتبر أحد أهم العوامل الرئيسية المؤثرة في حياته وهذا التأثير يبدأمن الايام الاولى اي قبل اكتساب اللغة والتفاهم مع الا خرين عن طريق الالفاظ فإطعام الوالدين الطفل الطعام ومداعبتهما له وحمله اقدر ان يشعر الطفل بأهميته وبمدى تقبل من حوله لشخصيته وبما أن الوالدين حريصان على اشباع حاجات الطفل فإنهما يسهمان في نمو الشعور بالأمان والطمأنينة عند ذلك الطفل والحق أن الوالدين يلعبان دورا اساسيا في تنمية القدرة على استخدام الالفاظ للدلالة على الاشياء المحيطة بالطفل .فاللغة لا تكتسب إلا من خلالالمحادثة مع الاخرين .لذلك وجب على الوالدين الإصغاء لدى الطفل وتبادل الحديث معه فهذا يغنيه ثروة لفظية لغوية ممتازة ويعمل على إقامة علاقات قوية مع الاشخاص المحيطين به
والعلاقة بين الوالدين والطفل علاقة تأثر وتأثير وكما ان الوالدين يسهمان في تعليم الطفل الشيء الكثير إلا انهما في الوقت ذاته يتعلمان امور كثيرة من خلال التعامل معه وملاحظة مايصدر عنه من أقوال وافعال ومن هنا فإنه يستحسن بالوالدين التعرف على القدرات الحقيقية للطفل .ويعلمان الطفل الثقة بالنفس والإقبال على الحياة أو النفور منها والنمو سليما كذلك من خلال -المدح:الذي ينمي عنده حب الاستطلاع وكذلك -الحب والحنان :فهذا الاسلوب السليم في التربية يؤدي إلى توثيق الصلة بين الاباء والابناء والمحيط الخارجي .ويتطلب امور متعددة أهمها :١-عدم سب الطفل لأي سبب فلا يقال ياشقي ياكسول او الله يلعنك .
٢-عدم ضرب الطفل الا لذنب كبير
٣-على الابوين ان يكونا قدوة لابنيهما اذا كانو عطوفين انتقلت الصفات اليه
٤-احترام مشاعر الطفل لان هذا الامر يخلق روح المودة والترابط بين الاسرة في جميع جوانب الحياة .
٥-ان تتولى الام تربية أبنائها بنفسها عدم الاعتماد على الخادمة اذا كانت موظفة فالتربية الصحيحة تجعل الطفل مطيعا لوالديه ومحبا لهم وواثق بنفسه .فكيف يعامل طفله ؟كيف يكون ودودا مع اطفاله ليزرع الثقة في نفوسهم ويزرع الحب والحنان والعطف في قلوب الاطفال ليسهل على الابناء "رحم الله والدين اعانا ابنهما على برهما".وذلك بتقبل توجيهات ابنائهم وتعليماتهم الحسنة .وعلى الوالدين غرس بذور الاخلاق الفاضلة في نفس اطفالهم وتعويدهم عادات كريمة وخصال حميدة وآداب رفيعة وإبعادهم عن رفقة السوء
لقد اكد علماء التربية المعاصرون :ان تعليم الطفل والاهتمام به بالمهنة التي يحبها ويعشقها وتوجيهه من خلال الابوين .لكي يكون مبدعا في دراسته ومهنته المستقبلية ليعرج الى وجود احسن وسلوك انقى للوصول إلى الحقيقة بما تتمها القيمة التربوية بكل اهدافها وتوجيهه الاهتمام باخلاق الاطفال والربط بين تكون الاخلاق في مرحلة الطفولة وبين الانفعالات العنيفة والسهر والغذاء وتقديره لأهمية مرحلة المراهقة والبلوغ وغيرها وكذلك عندما يذهب الى الروضة والمدرسة يصبح اكبر إلمام بمحيطه الاسري فتتوسع مداركه اجتماعيا من خلاى التواصل مع الاخرين وتنمو مهاراته وقدراته ومحبته لمن حوله وعلى الاسرة المتابعة من خلال تقويته بالنوادي الصيفية والجمعيات والنشاطات الثقافية الخاصة بالطفل بالإضافة الى النشاط المدرسي .
فتهيء له كافة سبل النجاح التي تساهم في خلق جيل عربي يواجه المستقبل بثقة وقوة ليحمل على عاتقه مهمة المساهمة في بناء الوطن والدفاع عنه وقد نظرنا الى الطفولة اليوم على انها مرحلة تطور وماهي الا سلسلة من عمليات التكيف واعادة تنظيم العلاقات في البناء التكويني والنمو العقلي في الشخصية وثقافة الطفل التي تأخذ حيزا قويا في بناء شخصيته والتثقيف هونقل الكبار للصغار مايلزمهم منها ومايتناسب مع قدراتهم ويلبي حاجاتهم ويساعدهم عل الانتقال الى مرحلة النضج .فالاهمية الكبرى تكمن في وسائل الا تصال المسموعة والمرئية والمقروئة واثرها في حياة الاطفاى ودورها في سلوكه وثقافته ولما لها من تاثير بوجود الوالدين فهو متعدد الابعاد والاهداف وبقدر ما هو مجتمعنا شائك بقدر ماهو متنوع الاتجاهات ومتعدد الابعاد والاهداف
اولادنا اكبادنا تمشي على الارض
حمى الله ابنائنا وحفظهم من كل شر وادام الله الابوين ودامت المحبة والمودة بينهم
فالجيل السليم من خلا ل العلاقة السليمة والناجحة بين الابوين وبقدر ماهي بإخلاص ومحبة وتفان بقدر ما هو الطفل ذو الشخصية القوية ا
رانيه الحمادة