د.م : عبد الله أحمد
أن اهم ما يواجه الامة هو اشكالية الهوية، التي لم يتفق النسيج الاجتماعي عليها او على تعريفها، بما في ذلك ابعاد هذه الهوية على مختلف المستويات ….
ما هي الهوية السورية؟ هل هي سورية بحتة من اصول كنعانيه و فينيقية وبابلية و عربية …اما أنها عربية والباقي تفاصيل …
الواقع الحالي يعكس الهوية العربية الطاغية من قرون من تاريخ مشترك "اشكالي " الى امتداد جغرافي خارج الحدود …الا انها ليست عربية صافية وانما هي مزيج الحضارات السورية القديمة والعربية وغيرها ، وهذا من المفترض ان يعطي قوة وعمق للهوية، من هنا كانت اهمية المد القومي في مواجهة التحديات القديمة والحديثة التي تواجه الامة ومازالت ، الا أننا نحتاج الى اعادة تعريف مفهوم العروبة ، ويعني ذلك ان المتفق عليه والحقيقي ان اصل العرب من اليمن ، اما القبائل التي استوطنت الخليج العربي معظمها من قبائل اسيوية غير عربية ولبعضها اصولا يهوديه !!َ!! ، والاشكالية الاخرى أن عدد لا يستهان به في المنطقة العربية الحالية لا يؤمن بالعروبة ففي مصر نزعة فرعونية ، وفي المغرب الامازغية ، وفي سورية الكردية والاشورية وغيرها …
اذا من المهم تعريف الهوية العربية من جديد وعلاقتها مع الجذور ، اما الهوية السورية فهي الاعمق والاشمل ، والعروبة هي امتداد قوة ..
اما تلازم الاسلام مع العروبة ، فهو مزج وتلازم غير مستقر وافراغ لمحتوى العروبة والاسلام …أما اذا كان المقصود تلازم الدين السياسي مع النظم العربية فهذا يعني السير في طريق الانحدار …وتلازم الدين مع العرق هو هرطقة ….
في هذه المرحلة ، من المهم ان تكون هوية الامة ورؤيتها واضحة ومتفق عليها تضمن المساواة وتضمن التقدم …
قد يقول قائل …وقد يكون محقا ..كيف يمكن أن نتفق على هوية، ومازلنا نبرر العبث والعشوائية في الشارع وفي الاجراءات والفساد اصبح ضرورة مجتمعية …
الشوارع والارصفة ، مستباحة ، اجراءات غبية لسحق وقت المواطن وماله ، الخبز يباع على ارصفة الشوارع …والفساد حدث ولا حرج …
نقول …عندما نعرف كيف نتعامل مع رغيف الخبز بدون ارصفة ،او تجمعات عبثية على "أفران المجاعة المفترضة" ، ونعتبر نظافة الشارع من نظافة المنزل ، ونسأل الحكومة عن الضريبة أين تذهب وكيف تصرف …عندها فقط يمكن أن نستحق الهوية السورية ،ويمكن أن نتحدث عن بناء سورية منارة الشرق …وغير ذلك مجرد ضجيج وحروب شكلية لا معنى لها …