هو نوع من أنواع تكاثف بخار الماء يحدث في الطبقة الهوائية القريبة من سطح الأرض لا يتجاوز ثخنها (1000 م).و هو يتشكل من تجمع كبير لقطيرات صغيرة من الماء المتطايرة في الجو القريب والمتماس مع سطح الأرض, مما يؤدي إلى خفض الرؤية إلى ما دون (1000 م) .
تختلف كثافة الضباب مع اختلاف كمية بخار الماء المتكثف, فأحياناً يكون كثيفاً جداً بشكل يؤدي إلى منع الرؤية لمسافة تزيد على بضعة أمتار, وأحياناً يكون الضباب خفيفاً بشكل يساعد على الرؤية لمسافة تصل إلى (1 كم). وفي حال كون الرؤية تزيد على (1000 م) فإننا نكون عند ظاهرة تدعى الشابورة.
أنواع الضباب: للضباب نوعان
أولا : الضباب الداخلي: وهو يتطلب تشكل هذا النوع من الضباب وجود استقرار نسبي في الجو, وتبرد في الأجزاء السفلى منه، وحسب الطريقة التي يتم بها التبرد يمكن تمييز ثلاثة أنواع من هذا الضباب:
1) الضباب الإشعاعي:
يحدث ضباب الإشعاع في الليالي الصاحية الهادئة نسبياً, وذلك بفعل تبرد الأرض الشديد بالإشعاع. وبما أن الهواء موصل رديء للحرارة فإن التبرد الإشعاعي في الأجواء الساكنة يبقى محصوراً في ثخانة قليلة جداً, مما يؤدي عندئذ إلى تكون الندى أو الصقيع فوق الأرض الباردة مزيلاً بذلك بخار الماء من الهواء القريب ومانعاً تشكل الضباب, لذا فإن وجود حركة هوائية خفيفة ضرورية لانتشار التبرد في ثخانة أكبر وبالتالي لتشكل الضباب, ويمكن تلخيص الشروط الملائمة لتشكل الضباب الإشعاعي فيما يلي:
+ انقلاب سطحي في درجة الحرارة: وهو ضروري ليمنع الضباب من الارتفاع كثيراً في الجو.
+ وجود حركة خفيفة في الهواء: لأن الهدوء المطلق لا يساعد على تشكل الضباب فيما إذا كانت التبرد شديداً – حيث يتشكل عندئذ الصقيع الأبيض.
+ سماء خالية من السحب: ذلك أنه إذا كان هناك غطاء سحابي منخفض, فإن هذا الغطاء يمتص جزءاً كبيراً من إشعاع الأرض, ويشعه مرة ثانية إلى سطح الأرض, وبالتالي فإنها تقلل من الفقد الصافي في الحرارة, وتحد من تشكل الضباب.
+ توافر رطوبة كافية, وتواجد نويات تكاثف: ذلك أن وجود ذرات الأتربة والدخان والرماد من العوامل المساعدة والمشجعة على تشكل الضباب, ولذا يكثر الضباب في المدن والمناطق الصناعية والأماكن ملوثة الهواء.
بما أن الهواء البارد أثقل من الهواء الدافئ فإن الهواء البارد – الذي تبرد بالإشعاع – يهبط على جانب التلال إلى الوديان والحوضات, ولذا يسهل تكون الضباب في مثل هذه الأماكن وبخاصة إذا كانت رطبة, وفي مثل هذه الأماكن غالباً ما يسمى ضباب الإشعاع باسم ضباب الوادي. ويكثر حدوث هذا النوع من الضباب في فصلي الخريف والشتاء. ويبلغ أقصى درجات كثافته في الصباح الباكر عند شروق الشمس, ويندر أن يدوم أكثر من ساعتين بعد شروق الشمس.
هناك نوع من الضباب الإشعاعي, يتكون من قطيرات مائية دقيقة وجزيئات من الدخان والمركبات الكيميائية التي تطلقها المصانع والمعامل والسيارات… وغير ذلك, ويعرف هذا النوع من الضباب بالضبخان, أي الضباب الدخاني الذي يمكن أن يستمر ليلاً نهاراً لعدة أيام، وإن هذا النوع من الضباب هو السائد بوجه عام في سورية. وبشكل عام فإن هذا النوع من الضباب لا يتعدى تأثيره بعداً كبيراً في الجو بسبب سيطرة الانقلاب الحراري الليلي.
2) ضباب التآفق:
يتشكل هذا النوع عندما تنتقل كتلة هوائية حارة ورطبة فوق سطح أبرد منها (أرض أو سطح بحر) بحيث تكون درجة حرارة السطح أقل من نقطة الندى للهواء المتحرك.
أكثر ما يشاهد هذا النوع من الضباب فوق البحار – حيث يكون ضباب الإشعاع معدوماً – وهو يتشكل في حال مرور هواء رطب حار فوق مياه أبرد, ويمكن لضباب البحر أن ينساب لبضعة كيلومترات ضمن اليابسة. ويتصف هذا الضباب بثباته إذا كانت درجة حرارة الهواء أدفأ من حرارة السطح المائي, حيث يمكن أن يبقى فوق البحار ليلاً ونهاراً, في حين يتلاشى فوق اليابسة بسبب ارتفاع الحرارة. وأكثر المناطق ملاءمة لتشكل الضباب التآفقي هي مناطق التقاء التيارات البحرية الدافئة والباردة مع بعضها.
3) ضباب البخار أو "ضباب البحر" :
ويعزى هذا النوع من الضباب إلى التبخر الشديد من المسطحات المائية, حيث يتشكل عندما يتحرك هواء بارد غير مشبع فوق مسطحات مائية دافئة مما يجعل الماء المتبخر يتصاعد نحو الأعلى على شكل دخان ليضاف إلى الهواء البارد مؤدياً إلى رفع درجة رطوبته حتى تشبعه, وتكاثف بخار الماء على شكل قطيرات تبقى عالقة في الهواء مشكلة الضباب. ويتطلب حدوث هذا الضباب وجود فارق في درجة الحرارة لا يقل عن (15 درجة مئوية) بين حرارة الهواء البارد ومياه البحر الحارة. وهكذا نجد أن هذا النوع من الضباب لا يتضمن أي تبريد للهواء؛ فهو يعتمد على إضافة بخار الماء إلى الهواء البارد غير المشبع.
ثانيا: الضباب الجبهي:
يتشكل ضباب الجبهات في إحدى الحالتين:
+ عندما تمتد السحب نحو الأسفل حتى السطح خلال مرور الجبهة, ويكون هذا الضباب محصوراً فوق التلال.
+عندما يصبح الهواء في مقدمة الجبهة الحارة مشبعاً ببخار الماء بسبب الأمطار المستمرة؛ حيث يمكن الوصول عندئذ إلى التكاثف دون تبريد هواء الطبقات السفلى
أستاذ جغرافية المناخ في جامعة تشرين