د. م . عبد الله أحمد
لنبحر قليل في بحر الحياة الممتد من الكلمة الى اللحظات التي تهرب منا في عجل الى ما بعد العدم .
من نحن ؟ هل سقط الماضي القريب والسحيق في غياهب النسيان ….وتباهى الحاضر الهارب منا بالنشوة والسلام…ـأما أننا نحتفل بوليمة السراب …
التاريخ الانساني حافل بالقتل والدمار ، وحفلات التعري تستمر ….
ملايين البشر، قتلو في صراعات وحروب منذ الازل ،وكانت السماء تمطر دموعا …ومازالت …
القبائل المتوحشة، والمستمرة في التوحش قاتلت من اجل السيطرة ، ضد الجوع ، من أجل الجنس ،من أجل الجشع .. والدين …باسم الهة من تمر تارة ، وباسم الله تارة اخرى …
سنوات الضياع مستمرة، في اوروبا وامريكا والشرق والغرب ….آهات ودموع وانهار من الدم ونشوة الانتصار على هياكل المدن المنسية….
ماذا نريد ؟ وهل الارض اصبحت ضيقة الى حد الاختناق ؟ أما اننا نهرب من الحياة الى الموت ؟ومن الموت الى الانتقام من الحياة …
انها الافكار ، أنه الوعي الجمعي الذي لم يتبلور بعد….ونحن نتقمص الفكر الذي قد يقودنا الى مصير قد حكم بالمقدمات ، الا ان النتائج كانت دائما صادمة …
الانسان ، قبل التجمعات والقبائل ، والعشائر والطوائف والدول والقوميات ….هو الانسان دون تميز، والتناظر والشراكة في المسار والمصير هو انعاكس لا متغير لصدى الكلمة الاولى ….
الافكار والجشع والهروب والسيطرة ، جعلتنا نتحارب كقطيع من الذئاب ….هذا هو واقع الحال الان …..
قبل أن يكون الساكسون والقبائل الجرمانية ، والسلافيين ، والهنود حمر ، والعرب ، والفينيقيون… وكلدان وسريان و واشوريين ، ومغول وبربر وفرس ….كنا بشر في تناظر وسلام ولو لبرهة ،ولم نتحول بالتكاثر الى اجناس غريبة مختلفة ، من أجل مسرح القتل العلني المستمر ..
الا أنها اللحظات الهاربة ، دول واعراق ….قوميات ….وقيم متناقضة …وافكار تتحول الى وسائل للدمار الشامل …
في الشرق، العرب ….القومية او الوطنية …والقومية حلم وقوة للصمود في حلبة الصراع …الا أننا العرب، لا ننطق الا بالشعارات…العرب ..هل نحن في الاصل من اليمن! ….هل نحن كذلك؟ اليمن يحترق والجوع يهدم هيكل الانسان المقدس …ومازلنا نتفرج ونصدح شعرا ونثرا في القومية والعروبة ونتفرج على تراجيديا الموت والجوع في عشنا الاول …
العرب، من هم ؟.لماذا لم تحرك سورية والعراق وليبيا واليمن لهم ساكنا ….ماذا يفعلون ؟ وعن اي شراكة واتحاد يتحدثون ….وهم يشاركون في حفلات التعري الدموية …..ماذا فعلوا ..لقد صفقوا لاغتصاب فلسطين ، وتراقص الجمع في نشوة مع احتراق العراق وليبيا ….وكان ينتظرون سقوط السوري الصادح بالعروبة دائما ..
مسلمون ، مسيحيون ، ومن أديان الغيبة المنسية ….يهدمون الايمان في سادية ،ويبشرون بالجنة المسحوقة بالغرائزية والسيطرة …ويحضرون القطيع لحلبة الروليت الروسية ..
هل يستقظ الانسان…ففي العمق خلاص ……
ولكن ليستمر القتال من أجل الحياة …من أجل العيش بكرامة ..من اجل العودة الى فكر انساني تناظري متسامح ….عندها نتغير ونعود ….وعندها فقط سنسمع موسيقا الكون المتمد فوق العدم ولتنتصر الروح والجسد على العدم …وتكون كلمة الله المباركة.. لتصون تلاقي الروح مع الجسد وترانيم الكلمات …
لنكن بشر ، الانسانية اسمى من القبائل والعشائر والطوائف والدول والقوميات …..
عرب نكون ونعتز ، سوريين نكون ونعتز ….بشر في الصورة الاولى ….
لتكن معركة الشرق المقدس الاخيرة ، عندها نكون عربا …سوريين ….بشرا ….ولافرق .