هل المشكلة في الشعب أما في الحكومة ؟
د . م . عبد الله أحمد
قد يكون من الغريب طرح أسئلة من هذا النوع ،إلا أن واقع الحال يدفعنا لذلك …
وجدت الدول كي تنظم المجتمعات وتدافع عن الارض والشعب وتمارس السلطة من اجل ذلك ، وتقوم الحكومات بإملاء اﻟﻘﻮاﻧين وطاعتها وتلزم المواطن بذلك ، الا أن الوظيفة المهمة للدولة والتي يجب على الحكومات أن تقوم بها ، هو تقديم الخدمات للمواطنين وذلك هو جوهر عملها ،حتى أن السهر على أمن المواطن هو خدمة وواجب، وذلك مختلف عن الخدمات التي تقدمها الشركات بشكل مأجور وبهدف الربح .
بالمقابل على المواطن أن يلتزم بالقوانين ويقدم اقصى ما عنده من أجل تقوية الدولة وتقدمها ، لان ذلك واجبه ، وكون ذلك ينعكس عليه بشكل مباشر …
الا أن واقع الحال يشير الى وجود خلل، فالمواطن السوري يحتار في توصيف ما تقوم به الحكومة …والحكومة لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الشعب !
فمن الظواهر التي لا يمكن فهمها وتعطي المواطن المبرر كي يسأل ..وفي ابسط الامور نسأل؟
– ماذا تفعل البلديات والادارة المحلية أن كانت فاشلة حتى في جمع القمامة والنفايات من الشوارع ، وماذا ما هو عملها عندما لا تستطيع أن تحمي الارصفة من جشع التجار والعربات ، لتصبح الشوارع هي الممر الحتمي للمشاه والسيارات والدراجات ….
– ما هي وظيفة شرطة المرور ووزارة الداخلية ، أن كانت من جهة تضع الاشارات الضوئية لتنظيم السر ، وشرطي عند كل اشارة لابطال عملها ؟ ولا تحرك ساكنا عندما يحجب دخان بعض السيارات العابرة الطريق دون أي اعتراض ؟
– ما هي وظيفة وزارة التموين اذا كانت غير قادرة على تأمين رغيف الخبز بجودة وسهولة ، وكيف تراقب الاسواق والاسعار والخبز يباع على اسوار الوزارة و الارصفة باسعار مضاعفة ؟ ولانسأل وزارة التموين والصحة عن الاختيارات والتحاليل للـتأكد من صلاحية المواد الغذائية والادوية ….فالتقصير واضح فالمواد الغذائية المهربة من تركيا موجودة دون رقابة في كل مكان ….
– عدنا الى انقطاع الكهرباء ..وإن كانت وزارة النفط والكهرباء تعجزان عن تأمين الوقود والفيول في الوقت المناسب فما هي وظيفة هذه الوزارات ؟
– الاعلام ….هو عنوان مفقود ، مادام تخلى عند دوره واصبح اعلام حكومة لا اعلام دولة …
المشكلة ليست بالمهارات الادارية ومهارات التخطيط مع أنها مفقودة في معظم الوزارات ، وانما في الاحساس بالمسؤولية ، والمشكلة ليست بالشعب الذي يميل الى الفوضى والعبث عندما لا تقوم الحكومات بإملاء اﻟﻘﻮاﻧين وتحصينها بالتوازي مع القيام بواجبها ، أي بتقديم الخدمات للشعب (للمواطن)
قد تكون قائمة الاسئلة طويلة ومشروعة ، ولا تنتهي …ولكن يبقى السؤال الاهم للحكومة لماذا هذا الاجحاف بحق المواطن من حيث الخدمات، والراتب الذي لا يكفيه لعدة أيام ؟ وكيف له الا يحس بالقهر ؟ وكيف له أن يقوم بواجبه مع كل الفقر والمعاناه وقلة الخدمات ؟ وماذا فعلت الحكومة … لجعلنا نشعر أننا مواطنين ولسنا زبائن لشركات استثمارية بعقود اذعان ؟
لولا مؤسسة الجيش الذي صنعت المعجزات ، ولولا قائد البلاد الذي يراهن الشعب عليه ، لفقد المواطن أمله في الحاضر والمستقبل ….