م . عبد الله أحمد
الشعوب بطبيعتها تصدق حتى الخرافات والاساطير ، ولا يحتاج الامر الا الى اضفاء نوع من القدسية على المعتقدات او النظريات والايدولوجيات ، وهكذا كان الامر عندما اعتبر حكم الملوك والامراء عبر التاريخ مستمدا من الله ، الى أن يحدث شيء صادم يغير االوعي الجمعي فتتحرك الجموع وتغير الواقع ، ولا يعني ذلك أنها تتغير نحو الافضل دائما ، فتجارب الانسانية مع الاسلام السياسي والشوعية والرأسمالية صادمة ، بل وصمة عار على جبين الانسانية …
الشوعية وعلى الرغم من أن بعض جوانبها مغرية "نظريا"الا أنها دمرت شعوب اوروبا الشرقية باعتمادها على النظرية المادية التي ألغت الجانب الاخلاقي والعاطفي ووضعت الشعوب وبالاخص شعوب الاتحاد السوفياتي في سجن كبير ودمرت روح المبادرة ،وفسرت الحياة بشكل غبي "الحياة = حركة +حرارة " ، وعلى الرغم من أن كارل ماركس قد نقض النظرية ،عندما راهن على الجانب العاطفي وأرسل رسائل الى اقرباءه من أجل المساعدة بعد أن اصبح مريضا وهرما .كما اسست الشوعية أسوء دكتاتورية في العالم، حيث قاربت ضحايا ستالين ومن تلاه ضحايا الحرب العالمية الثانية ..
وهكذا تحررت تلك الشعوب من تلك النظرية لانها كانت جاهزة لذلك ولم يكن غورباتشوف "المرتبط بالغرب" الا المخرج …
الرأسمالية : لا تختلف كثيرا عن الشوعية، مع أنها اعطت حرية نظرية للشعوب ، إلا أن هذه الحرية "هي مماثلة للحرية التي تعطى للقطيع "، دمرت الشعوب بطرقية ناعمة ، حيث اتبعت قوى الظل استراتيجيات مختلفة ، أدت الى السيطرة على الشعوب والتحكم بمصيرها ودمرت دول من اجل اغتصاب الثروت والسيطرة ، ومازالت تنتعش بالحروب والبدع ، وتتحول الان الى اشكال اكثر خطرا على العالم مع النيوليبرالية …
الاسلام السياسي : ضج التاريخ بماسي هذا الفكر الذي يتاجر في الدين ، قضي على المنهج العلمي والتطورلصالح التخاريف والتخلف ، دمر الاسلام السياسي المجتمع ، وقتل الرجال مرتين ، عندما الغى العقل وقتل من يخالف هذا الفكر من جهة ، ودفن المراة في صحاري العورة الجسدية ، وقتل من المسلمين والشعوب الاخرى ظلما ما لم يمكن حصره ،ومازال الاغبياء يخدعون به الى الان .
البشرية تقف عند مفترق خطير ، ولا بد من بدائل ايديولوجية وفكرية ونظريات جديدة مكرسة لخدمة الانسان وليس لقهره والسيطرة عليه واستعباده ،وهذا حتمي وإن كان ذلك يحتاج الى وقت …
عندما لا يبقى لدى الفقراء اموال للغذاء او الدواء ، سيحل الكساد وينتشر الجوع والمرض والتشرد، وعندها قد تستفيق الجموع "الشعوب" لتهدم الهيكل بما فيه من نظام مالي واجتماعي واقتصادي .
في التاريخ دروس كثيرة ، وفيها ايضا تعويذات يعرفها من في الظل ، إنها الدعاية والتكرار لكي تقتنع الشعوب بما لا يمكن الاقتناع به ، وتدجن ….الا أن الجوع كافر ..والفقر والمرض وفقدان الامل يحول الشعوب بالغريزة الى التمسك بالحياة ، ليدفعها الى هدم الهكيل ،لتدخل المجتمعات في الفوضى الى ان يحين الاستقرار وذلك ليس بعيد ….