منهل مالك حسن
يا ساكن المرآة ..من أنتْ
كأنّنا صنوان ..كأننا
لكنْ …
وجهيَ واجمْ
مابالكَ تبسّمت
أتُراكَ
أتراني ..جننتْ
لا لستَ أنا
أم لستُ أنت
.
يا ساكن المرآة
كم مرّةً
دفعَ سيزيفُكَ برأسي
المتورمة..المثقلة بالأسئلة
تُعاند الجاذبية والقدر
تُسابقُ الزمان
محاولاً
أنّ تعتلي بهِ كتف الجبل
يعزوكَ الأمل
فسقط واعتلى
كتِفَ جان فالجان
وأنا إنسان..مجرد إنسان
أشرعتهُ مُرّتَعِدة خائفة
تقتادها ريحٌ عاصفة
تسّتعبدُ الربان
كم مرة.. كم مرّة ؟
أفلا تملُّ السقوط
ربما كما تقول
السير إلى الحلم أجمل…
والجوع أقلُّ وطأة…
والريحُ العاصفة
قد تقتلعُ ضعاف الزهور
لكنّها بعصفها تذرو البذور
ربما…
دعّكَ من هذا الهراء
وهذه الأراء المتفلسفة
هي نظريةُ الإصطفاء
نعم نظرية الإصطفاء
والبقاء للأقوى
وأنا مجرد إبرة
لستُ سوى إبرة في بوصلة
كلُّ الجهاتِ المقدرة..شمال
كلُّ الجهات
فلا تقل لي غداً ستشرقُ شمسي
وانظر نصفها الممتلئة
وأنا يا أيُّها المخبول
لا أملكُ أمرّي
لا أملكُ كأسي
حبلُ أوديب في عنقي
مُذ ولدت
يخنقني إن ابتعدت
يقتادني كشاة
في مسارب الحياة
يا ساكنَ المرآة
ياااساكن المرآة…
أنا لستُ كالمرآة بلا ذاكرة
كلُّ ما يمرُّ بي نزوةٌ عابرة
أنا مقبرةُ ذكريات
أمشي أحمل نعشي
بين حاضري وأمسي
كلُّ ثانية ألحدُ ماهو آت..كلُّ ثانية
وأنتَ الآن ولدت
فلا غرابة ..لا غرابة إن تبسّمت
لكن أرجوك..
أرجوك لا تستنكر عليَّ يأسي
فأنا نفسي لم أعد أعرفُ نفسي
.
قلمي