نص للروائي : محمد مهتدي المير غالب
في سلمية نعطي الخبز لخبازه فيأكل نصفه من باب المونة …
يحفرُ الأخ حفرة لأخيه فيقعُ أبوهما فيها من باب النكتة ..
نطبُّ الجرة على فمها فننسى البنت ونُغرم بأمها من باب الشبوبية ..
في سلمية ، نكتب على جدران المدارس " لا تتبول هنا يا حمار " ، ونربي الشعراء وننجبْ الأحزاب في الخمارات الليلية …
في سلمية ، يولد نبي فلا يتبعه إلا خرجية ابنه و نقّْ زوجته و ديون البقالية …
في سلمية ، يسقطُ الحذاء من قدم سندريلا ، فيشوطه الأطفال وتهرشه القطط ، ثم يشعله شحاذ بردان وتنتهي الملحمة العاطفية …
في سلمية ، يحنُّ العصفور على صياده الأحول فيهديه عشاً وجناحاً للترضية ..
في سلمية ، تُقطف وردة جورية عن غصنها فيشجبُ أخي قائلاً " عزااا " وتصرخ أختي " قررد " ، وتوثقُ جدتي عمر الوردة ورقمها الوطني وأسماء كل أخوتها بالرضاعة ، فكل امرأةٍ في " سلمية " دائرةُ نفوس ، وكل عجوز سجلُ وفيات ، وكل رجل ورشة صيانة لم تعترف بها البلدية …
في سلمية ، نصنعُ قبوع البوشار من نسخة بيانٍ للقوتلي ، ونحضن العرنوس المسلوق باخراج قيد لسميرة توفيق ، ونلف سندويشة الفلافل بموضوع تعبير عن تشرين ، ولم يحدث لمرة أن تصادمت عربات طعامنا في حرب أهلية …
إلى سلمية ، ينزل القمر يوم استلام الرواتب كي يأكل معنا المشاوي والسيالات والقريموطة ثم يقلب على ظهره تخمةً ، ويصعدُ بكرشه المضيء إلى سرير السماء ثم يغطُ .. يغطُ .. يغطُ في قيلولته الشهرية ..
سلمية 9 كانون الأول عام 2015 م
أخترته لكم … و أضفت :
في سلمية تتفتح القصيدة قبل تفتح المراهقة و الرجولة و حتى الشفتين على القبلة ….في سلمية نموت عشقاً و فناءً فيمن نحب قبيل مخاض ولادتنا …..أبدعت يا غالي أبدعت أبدعت
مهتدي