حسام خلف
سؤال قد يزعج الكثير من أصحاب شهادة الدكتوراه الفخرية ،وسفراء السلام ،وأصحاب الاتحادات العالمية للتنمية ،ومراكز التدريب والبرمجة اللغوية والتطوير الذاتي ،وأصحاب الكتب التي تملأ أرصفة الطرق بعناوينها البراقة ومضامينها (الخارقة ) الخيالية ،كسر الحياة والسحر ،وكيف تصبح مليونيرا في 40 يوما ،وماإلى ذلك من عمليات الترويج التي لم تستطع دفع عجلة التنمية شبرا واحدا…
من المعلوم أن بضاعة التنمية البشرية (في معظمها ) بضاعة مستوردة ،وإن غلفت بعبارات محلية وآيات قرآنية وأحاديث نبوية ،فالأفكار المتداولة أفكار غربية تحمل في طياتها صيرورة تاريخية تلائم تلك المجتمعات وكفاحاتها على مستوى واقعها، ولاتلائم مجتمعات تخوض غمار تجاربها الخاصة( المعاصرة) على مستوى الفلسفة والمجتمع والسياسة والعلم .
فالإنسان الغربي يتم تزويده بمجموعة من العلوم المتينة بأسلوب فاعل ليصبح بعد التخرج كفئا لتحمل الأعباء الإدارية ،ثم بعد ذلك يخضع لدورات التنمية البشرية والإدارة الحديثة التي تعد من الكماليات وليست ركنا أساسيا في صياغة الشخصية .
لامشكلة في الاستفادة من الخبرات الغربية في مجال الإدارة والاستراتيجية والتنمية لكن قبل الدخول في هذه الكماليات يجب العودة إلى أساسيات البنية الثقافية المعرفية للإنسان العربي وإصلاحها ،وتفعيل الطاقات الكامنة لديه وإطلاق الممكنات المتاحة ،ليصنع هو بنفسه نظم الإدارة والتنمية الملائمة لواقعه وبالإستفادة من خبرات وتجارب الآخرين .
وهنا قد يعترض البعض بأن البنية الثقافية والمعرفية في الواقع العربي لاتعاني من أية مشاكل والمشكلة فقط في آليات التنظيم والإدارة ،
وعندها نحيله فقط لتأمل بعض الأحزاب الوطنية (التقدمية) التي لاتزال تدار بعقلية القبيلة والإرث الاجتماعي ،ولك في حزب جنبلاط الابن (اللبناني) خير مثال…