..طـــريق وحيـــد بقي أمـــام الانفصــاليين الأكــراد وسدت باقي الطرق….
………….فهل للعقــــلاء الأكراد من دورفي زمــــن انديــاح الغـــوغاء قطـــــعاناً….
………….قــادة الأكـــراد انتقــلوا من الشيوعـية الأممـية إلى العنصـرية الشوفينية….
المحامي محمد محسن
في مرحلة الهيجان الشعبي غالباً ما تسيطر الغوغاء على دفة القيادة، ويموت صوت المنطق ومريديه من العقلاء، ولا يسمع إلا صوت الهمج الرعاع، الذين يشكلون قطعاناً تسير وراء حمار، تغيب عنها الحكمة والحكماء، وتبدأ النزعات والانتماءات البدئية بالاستيقاظ، العنصرية هنا والمذهبية هناك، وحتى القبلية سيكون لها من يوقظها، فكيف بحال الأكراد الذين يضمرون ويبيتون الروح العدائية الانفصالية، ويعملون عليها منذ زمن ليس بالقريب، وكانوا دائماً ومع بالغ الأسف أدوات في يد أعداء الوطن، يستغلهم ويوظفهم حيث يشاء، فكيف وهم الآن يستقوون بالجيش الأمريكي، وصديق أمريكا هو صديق اسرائيل بالضرورة، الحليفان اللذان وعدوهما بالمساعدة في تحقيق حلمهم في الانفصال، لذلك يلعب الأكراد دور العدو تحت الإبط .
.
فكيف إذا أضيف لهذه الجموع الانفصالية المتأهبة، التي تحمل النوايا المخبوأة والمتربصة لاقتناص الفرصة، إذا رفدها السيل العرم الذي صبت به الكثير من السواقي والأنهر التي تحمل المياه المبتذلة، القادمة من كل زواريب العالم ، وجرفت معها الكثير من عملاء الداخل، وألوان كثيرة من الانتهازيين ، والحاقدين، والأغبياء، تقودهم نخبة من الاختصاصيين العالميين في التحريض وإثارة الفتن، رافعين شعاراً مضللاً[ الربيع العربي ]، والذي كان من أهم أهدافه تمزيق سورية وتدميرها، توطئة لتدمير غيرها، وفرض الوصاية على العالم .
.
ولكن الذي يجب ان نتوقف عنده والذي يبدو غريباً، ولكن لم يعد الآن كذلك فلقد أصبح موضة العصر: ألا وهو تطوع الكثير من المناضلين الشيوعيين الأكراد لقيادة الغوغاء من المتعصبين الانفصاليين الشوفينيين الكرد، وإعلان ولاءهم للعِرْقِ، متنكرين للأممية والطبقة العاملة العالمية[ يا عمال العالم اتحدوا ]، هذه الشعارات التي كانوا يصرخون بها ليل نهار، والتي كانوا يفاخرون بالانتماء إليها، ويناضلون من أجل تحقيقها كما كانوا يزعمون !!، نُسخت وتم التخلي عنها، وهذا الانتقال من الضد إلى الضد ليس غريباً عن المنطقة، فلقد عاصرهم في نقلتهم، وماثلهم الكثير من القيادات الشيوعية في سورية، وحتى في مصر وغيرهما، والخلاف الوحيد بين هؤلاء وأولئك، هؤلاء شيوعيو الداخل انقسموا إلى قسمين، بعضهم انضوى تحت القيادة الطائفية الاخوانية ، والبعض الآخر دخل تحت الراية السعودية الوهابية، وشارك مع الصنفين الكثير ممن كانوا في صفوف الحركات ذات الميول القومية العربية ، أما الأكراد فلقد باعوا أنفسهم للعدو الأمريكي ومن لف في حلفه وصولاً إلى اسرائيل، ألا يستدعي هذا التحول والانتقال من الضد إلى الضد التأمل ؟؟، والبحث عن الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك، هل هي العمالة للدولار أو للريال، أم هو الطفح الطائفي، الذي ظهر على جلود المثقفين القشريين، أم الغباء الذي جرفته معها الغوغاء ؟؟ .
.
انخرط الجميع في ( لعبة الموت ) التمرد، والعصيان، والقتل، تأييداً ومساهمة للوحوش الإرهابيين القادمين من كل أصقاع الدنيا، وراحوا يعبثون تدميراً وفتكاً بالذين كانوا أهلهم وجيرانهم، واخوة لهم في المواطنة، مجموع هذه القطعان بكل ولاآتها من كل الانتماءات أخذتهم قياداتهم بعيداً، ثم دفعتهم في خندق أمريكا وإذا بهم جنباً إلى جنب مع الإسرائيليين، وكانت الرجعيات العربية تنتظرهم على حوافي الخندق .
.
أما الانفصاليون الشوفينيون الأكراد، فلقد ذهبوا أبعد من ذلك، حيث رفعوا شعار الانفصال المغلف بغلالة ( الفدرالية ) الكاذبة، بعد أن رُفدوا بأعداد كبيرة من الانفصاليين الأكراد المسلحين من كل من تركيا والعراق وإيران، وشكلوا جيشاً كردياً تحت اسم [ قوات سورية الديموقراطية ـــ قسد ـــ ]، وهم لاديموقراطيون ولا سوريون، فمن يرفع العلم الكردي على جميع مؤسسات الدولة، وينزل العلم الوطني، ويستعد لمنازلة جيشه الوطني ليس سورياً بل هو عدو سورية، كما راحوا يعبثون بأمن المنطقة التي يسيطرون عليها قتلاً وتشريداً، بحجة قتال داعش، وفق البرنامج الذي يضعه لهم العدو الأمريكي، جنباً إلى جنب مع الجيش الأمريكي، ألا تفضح هذه الأفعال الاجرامية الشائنة أبعاد مراميهم ؟؟، ألا يعني هذا كله بأن همهم تقويض أمن الوطن ؟؟، الذي يخدم أعداء الوطن أمريكا واسرائيل؟؟ ، ألا تدلل هذه الممارسات العدائية أن هدفهم الانفصال وليس أي دعوة أخرى ؟؟، وتكذب كل مزاعمهم أنهم كانوا ينادون بالفدرالية ؟، وبخاصة بعد أن جاءهم الدعم الأمريكي، ولم تكن اسرائيل ببعيدة عن تشجيعهم ودعمهم بكل السبل .
.
الخطأ الذي ارتكبه الانفصاليون الأكراد مثلث الأضلاع، الأولى استغلالهم للهجمة الأمريكية ـــ الغربية ـــ التركية ـــ ومحميات الخليج، والتي سرعان ما ركبوا الموجة واعتبروها الفرصة التاريخية التي جلبوها لهم أعداء وطنهم، وجاهروا بشكل مقصود، باطلاق التصريحات المستفزة للمشاعر والتي تحمل فيها معاني التحدي، والتطاول على السيادة الوطنية، كما قاموا بأعمال عدوانية ضد الجيش العربي السوري، وضد المواطنين العرب القاطنين في ظهرانيهم، والثانية تعاملهم مع ألد أعداء الوطن أمريكا وإسرائيل وغيرهما ضد وطنهم وجيشهم، الثالثة انزالهم للعلم الوطني عن جميع المؤسسات الحكومية ، ورفعهم بدلاً عنه علم الانفصال الكردي، ولا يزالون يقولون أنهم سوريون !! .
.
هذه الأخطاء التي تصل حد الخيانة العظمى، كل هذا لا يمكن أن ينسى وسيسجل في سجل تاريخهم، وعليهم أن يدركوا أن ما كانوا سينالونه في وقت السلم، قد يصبح صعب المنال بعد الذي فعلوه، ومع كل ما مر فإن الانفصاليين الأكراد لم يتعظوا؟؟، من تاريخ أمريكا تجاه جميع حلفائها، بل أغلق الحقد والتعصب الأبصار والبصائر لديهم، ألم يترك الأمريكان جميع من تعاونوا معهم ضد أوطانهم ؟؟، يلعقون جراحهم منفردين في منتصف الطريق ؟؟، ويتركونهم على قارعة الطريق والتخلي عنهم عندما تنتهي فترة استثمارهم ؟؟، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد، وآخرها خذلان زعيمهم البرزاني مسعود في محاولته الانفصالية، لكن علينا أن نضيف أن هذا شأن جميع عملاء الداخل الذين ذهبوا وراء أحقادهم، على أمل العودة إلى كراسي الحكم على ظهر الدبابة الأمريكية الاسرائيلية لا فرق، ولو دمروا البلد الذي كان بلدهم ؟؟ أين أصبحوا ؟؟ ألم يصبحوا كالمتاع الذي استهلك ؟؟.
.
عوداً على ما أثرناه في المقدمة في مثل هذه الحالات، التي تسيطر فيها الرغبة الجامحة في الانفصال، والاحساس بفرط في القوة، وممارسة جميع أنشطة الانفصال عبر سبع من السنوات بما فيها القتل والقتال، وامتلاكهم المزيد من السلاح، كلها شروط وأسباب ترسخ روح التمسك بالمكاسب عند القوى العسكرية المسيطرة التي قادت المرحلة، التي ليس من السهل التخلي عنها، وهنا يغيب صوت العقل والعقلاء، أو يقمع، وتشحذ مشاعر التعصب، وهنا يفر أيضاً المنطق وتغيب الحكمة .
.
ومع ذلك وبعد كل الآمال التي بنوها على الحليف الأمريكي، وحالة الاستقواء التي باتوا يشعرون بها، أعلن ترامب فجأة انسحابه من سورية، فنزلت على الانفصاليين الأكراد كوقع الصاعقة، ولكن العقلاء منا ومنهم كانوا متيقنين من ذلك، ولكن الذي فتح صالة عزاء هو ( نتن ياهو )، حيث أعلن أن هذا الانسحاب هو لصالح ايران وحزب الله، وعلى الانفصاليين الأكراد مشاركته في مأساته ومأساتهم التاريخية المشتركة، واستقبال المعزين معاً في نفس الصالة، نعم ما عبر عنه نتن ياهو زعيم ( اسرائيل ) لجهة حجم الخطر الداهم لإسرائيل وللانفصاليين الأكراد، هو كذلك وأكبر ولن يطول المقام بإسرائيل حتى تبدا بالاستغاثة [ ولقد أكدت هذا في أكثر من مقال أن اسرائيل باتت في أسوأ أوقاتها، ولكن المتشائمين لا يرون ذلك !! أما العملاء فلا يرغب أن يروا ذلك ], حتى أنني قد ذكرت أن اسرائيل ( ستطلب من روسيا في المستقبل غير البعيد ) بذل الجهد المضاعف لتحقيق السلام مع سورية، وبخاصة بعد أن خسرت أمريكا غالبية أوراق الثقة فيها في كل المنطقة، بعد أن فشلت بجل أدوارها في المنطقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفرصة ليست طويلة وعلى الأكراد أن يتخذوا قرارهم، وذلك بالتنازل عن حلمهم التاريخي، ويقدموا نقداً ذاتياً لهذه المواقف الخيانية، وأن ينضووا تحت العلم الوطني كمواطنين سوريين، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، عندها يحق لهم المطالبة ببعض الحقوق الخاصة بهم .
وإلا فسيقعون في نفس الخطأ التاريخي الذين سقطوا فيه نتيجة سوء التصرف، الذي تعاملوا فيه مع جيشهم في قضية عفرين، عندما أخذتهم العزة بسلاحهم وبحليفتهم أمريكا، فأضاعوا عفرين، وراح شذاذ الآفاق من العملاء السوريين والأتراك من العبث فيها لصالح تركيا .
وعلى الانفصاليين الأكراد أن يدركوا أنه ولأول مرة منذ قرون، تنعقد مصلحة الدول الأربع التي يعيشون فيها، على محاربة نزعاتهم الانفصالية، ويتوافقون على هذه الجزئية مهما كانت الخلافات الأخرى مستحكمة بينها ، لذلك كان على الإنفصاليين الأكراد اتخاذ قراراتهم على ضوء هذه الحقيقة المرة، …….
……………………………وعليهم أن يتعظوا وإلا …