اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- يعود أول احتفال بعيد رأس السنة إلى مدينة بابل بالعراق, حيث كان يحتفل به البابليون في أواخر شهر آذار (الاعتدال الربيعي) لمدة /11/ يوما. وتبدأ الطقوس عندما يستيقظ الكاهن قبل الفجر بساعتين، فيغتسل في مياه الفرات المقدسة، ويرفع ترنيمة إلى "ماردوك" إله الزراعة الأكبر، متوسلاً إليه أن يكون الموسم الجديد ذا عطاء وفير.
*- احتفال الفراعنة برأس السنة كان يبدأ بخروجهم الى الحدائق والحقول، لمدة 5 أيام, تاركين وراءهم متاعب حياة العام وهمومه. وقد ابتدعت كليوباترا كرنفالا للزهور في هذه الأيام الخمسة لأن رأس السنة كان يصادف عيد جلوسها على العرش. وعندما دخل الفُرس مصر, احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة, وأطلقوا عليه اسم "عيد النيروز" أو "النوروز". ومعناه باللغة الفارسية "اليوم الجديد".
*- كان الرومان يحتفلون به مع بداية الربيع في /25/ آذار (يوم عيد البشارة عند الطوائف المسيحية). وبسبب أن الأباطرة ورجال الدولة كانوا يتلاعبون بطول الأشهر والسنين لكي يطيلوا فترة حكمهم لم يعد تاريخ التقويم يتزامن مع المقاييس الفلكية ودورات الفصول. وبحلول العام /153/ ق.م, تم تحديد العديد من المناسبات والأعياد العامة.
*- مع ولادة التقويم الغريغوري في 24/شباط/1582م, وافق البابا غريغوار الثامن على التقويم الذي طرحه العلامة ألويسوس ليلايوس والذي يقضي بتقسيم السنة إلى 12 شهرًا واعتبارها مؤلفة من 365 يومًا, تبدأ منتصف ليل 31 كانون الأول، ومن يومها انبثق "الهوس" برأس السنة.
*- احتفالات شعوب العالم ليلة 12/31-01/01 :
– ألمانيا : تزين الأشجار وتضاء مع زرع الشموع في أرجاء المنزل.
– فرنسا : يعتقد الفرنسيون أن أول رجل يدخل عليهم في المنزل هو رمز للسعادة أو الشقاء طوال العام. ويلقون البيض على أول زائر لهم إذا كان غير مرغوب فيه، أو الماء والحلوى إذا كان مرغوباً فيه.
– انكلترا : تحرق الجوارب وتوضع في المداخن، وتملأ أكياس الهدايا, وتعتبر حلوى "البودنج" جزءا شديد الأهمية في عادات الاحتفال برأس السنة وخلال عملية صناعتها يتمنى الانكليز أمنية مهمة تصاحب مزج مكوناتها. ولابد من أن تكون يديهم خلال عملية المزج في اتجاه عقارب الساعة، معتقدين أنه بهذه الطريقة فقط يمكن أن تتحقق الأمنية.
– ايطاليا : الطبق الرئيس في ليلة رأس السنة هو العدس الأصفر, لاعتقاد الإيطاليون أن هذه العادة تجلب الرزق. و قديماً كان يتم إلقاء الأثاث البالي من النوافذ في آخر يوم الساعة /12/ ليلا.
– اسبانيا : يحضّر الاسبان فطائر الشوكولاتة ليأكلوها في أول ساعة من العام الجديد، أما أغرب تقليد فهو في مدينة كاتالونيا حيث يتم عرض تمثال أو لوحة لطفل صغير يتغوط يطلقون عليه "إي كاجانر" وهو تعبير يرمز للأسمدة التي تخصب التربة للتمني بقدوم عام حصاد ومحصول خصب.
– الدانمارك : فور استيقاظ الدانماركيون في اليوم الأول من السنة, يهرعون الى أبواب منزلهم ليروا حجم كومة الأطباق التي ألقاها جيرانهم وأصدقائهم أمام المنزل في الليل، لأنه كلما كانت الكومة أكبر كلما دلَّ ذلك على أن أصحاب البيت محبوبون ولديهم الكثير من الأصدقاء.
– هولندا : يحرق نبات العرعر لطرد الأمراض المحتملة في العام الجديد.
– بولندا : تهتم البولنديات كثيرا بليلة العيد حيث تتزيّن وترتدين ملابس على شكل الأرنب، ويأكلن الخضراوات معتقدات أن ذلك يجلب العريس المناسب والتوفيق والخير الدائم في السنة الجديدة.
– بلغاريا : يعتقد البلغاريون وبالأخص أهل الريف, أنه في ليلة رأس السنة, إذا عطس أول ضيف أمام جميع أفراد العائلة المضيفة عدة مرات فسيجلب ذلك السعادة والسلامة طوال السنة الجديدة.. ومقابل ذلك يحصل الضيف على هدية قيمة من المضيف قد تكون خروفاً أو عجلاً أو مهراً صغيراً.
– تشيكيا : تحضر قوارب صغيرة من غلاف ثمرة الجوز وتوضع في وعاء من الماء وتثبت شموعًا بداخلها باعتقاد أن استمرار احتراق الشمعة يشير إلى حياة طويلة وهانئة.
– النروج : بغية طرد الأرواح الشريرة وجلب الحظ والسعادة, يتم إخفاء جميع المكانس يوم رأس السنة لاعتقاد قديم مفاده أن الساحرات والأرواح الشريرة تأتي في هذا اليوم لسرقة المكانس والطيران بها.
– أوكرانيا : لا بد أن تحوي شجرة العيد عنكبوتًا إصطناعيا مع شبكته، لأنه يجلب الحظ السعيد.
– أمريكا : يتوافد الأمريكيون إلى ساحة "تايمز سكوير" لمشاهدة هبوط كرة مصنوعة من البلور والأضواء المشعة من عامود شاهق، تهبط هذه الكرة بعد دقيقة لتستقر في قاع العامود، بينما يعد المتواجدون الثواني ويطلقون الهتافات عند منتصف الليل.
*- الصين : يعتمد الشعب الصيني في الاحتفال بعيد رأس السنة على الزينة والإضاءة المبهجة، حيث تصنع الكثير من الأشكال الورقية المضيئة توضع على شجرة العيد وحول المنازل.
– الهند : يصوم الهنود ويمتنعون عن الطعام طوال اليوم الأخير في السنة وحتى منتصف الليل.
– البرازيل : يرتدى البرازيليون الملابس البيضاء في أول ساعات العام الجديد, تعبيرا عن السعادة، كما يخرجون الى الشوارع ويرقصون لطرد الأرواح الشريرة. كما يوقدون الشموع على الشواطئ لاعتقادهم أن إلهة البحر ترى شموعهم المضاءة فتحقق لهم رغباتهم وأمنياتهم.
– المكسيك : في آخر يوم من العام, يضع المكسيكي /12/ حبة عنب في طبق ، ويأكل في الساعات الاثني عشر الأخيرة من النهار حبة كل ساعة. الرمز من خلال هذا التقليد معرفة كيف سيكون كل شهر من شهور السنة القادمة وحسب طعم الحبة.
– فنزويلا : يعتقد سكانها أن الملابس الداخلية الصفراء هي التي توفر الحظ في العام الجديد، فيرتديها الفنزويليون كما يربطون أمتعة السفر ويطوفون بها حول المنزل في آخر يوم من السنة علها تجلب الحظ أيضا في العام الجديد. أيضا يكتب الفنزويليون أمنياتهم وأحلامهم قبل ليلة السنة الجديدة، ومع اقتراب منتصف الليلة يجمعون تلك الأمنيات ويحرقونها.
– الباراجواي : يمتنع الجميع عن تناول الأطعمة الساخنة لمدة خمسة أيام قبل حلول رأس السنة الجديدة، ويتناولون فقط المأكولات الباردة.
– بورتوريكو : يحتفلون بالسنة الجديدة برشق المارة بالماء للتخلّص من الطالع السيء وجلب الحظ في السنة الجديدة، كما يرشون المنزل ومحيطه بالسكر.
– الفلبين : تقال عبارة "اقفز يا ولد" لكل طفل عند حلول آخر ساعة من العام، وعلى الطفل القفز /10/ مرات حتى يكتسب المزيد من الطول.
– اليابان : يتم تزيين المنازل بأكاليل الزهور في ليلة رأس السنة، لأنها تطرد الأرواح الشريرة وترمز للحظ والسعادة. ومع حلول السنة الجديدة يشرع اليابانيون في الضحك لإيمانهم بأنه يجلب الحظ الجيد أيضاً.
– فيتنام: يشعل الفيتناميون البخور في اليوم الأخير للسنة بجانب بئر أو ضفة نهر يجلبون منها الماء. كما يحضرون في منتصف الليل عشاء فاخراً لأفراد العائلة جميعاً بعد اقامة مراسم خاصة تذكرهم بآبائهم وأجدادهم.
*- مفارقات في احتفال دول ومناطق العالم برأس السنة :
– يوم الاثنين 2018/12/31, الساعة 12.00 ظهرا بتوقيت دمشق… أولى المناطق المحتفلة بقدوم العام الجديد هي جزيرة "الكريسماس" الأسترالية، التي تقع في المحيط الهندي ومعها جزيرة ساموا… فيما تستقبل عدة جرز صغيرة بالولايات المتحدة العام الجديد يوم الثلاثاء 2019/01/01 في تمام الساعة 14.00 بتوقيت دمشق أيضا, أي بعد مضي 26 ساعة على احتفال جزيرة "الكريسماس" الأسترالية.
– تعتبر مدينة سيدني، وفقا لخطوط الطول والعرض وخط جرينتش، أول مدينة كبيرة يطل عليها العام الجديد.
– تعد الإمارات العربية المتحدة أولى الدول العربية التي تحتفل بالعام الجديد، بينما تحتل المغرب المرتبة الأخيرة.
– تحتفل به روسيا 9 مرات، وذلك نتيجة لمساحتها الجغرافية الشاسعة, حيث أول من يحتفل بها هم أهالي منطقة آنادير في الشرق، وآخر مدينة روسية تحتفل هي مقاطعة كالينينجراد في أقصى الغرب… وتأتي العاصمة موسكو في الترتيب الثامن.
*- يوم الاثنين 2018/12/31 وبتوقيت دمشق :
– في الساعة 17.30 تحتفل كوريا الشمالية.
– في الساعة 20.15 تحتفل نيبال.
– في الساعة 22.30 تحتفل ايران.
– في الساعة 23.00 تحتفل 22 دولة ومدينة ومن بينها موسكو وبغداد.
*- يوم الثلاثاء 2019/01/01 وبتوقيت دمشق :
– في الساعة 00.00 نحتفل بسورية مع 30 دولة ومن بينها اليونان ومصر.
– في الساعة 01.00 تحتفل 43 دولة ومن بينها الجزائر والمانيا وفرنسا.
– في الساعة 02.00 تحتفل 26 دولة ومن بينها انكلترا.
– بين الساعة 07.00 والساعة 14., تحتفل دول ومقاطعات أمريكا الشمالية. منها فنزويلا في الساعة 08.00 صباحا.
*- أصدقائي… كل عام ووطننا وأنتم بألف ألف خير.