الكراهية هي طبيعة بشرية لا ترتبط ابدا بمدى تدين شخص ولا بعمق اخلاقه.
..فلا أحد يقرر مسبقا ان يكره فلان او زيد او عمرو او هذه او تلك
فلو جعلنا شهرا كاملا يكرس"في مجتمع ما اسميناه:"الدعوة إلى حب جميع الناس وعدم كره أحد وابتدا الجميع هذه الدعوة في المساجد والكنائس والمدارس والجامعات وباشرت الأمهات والآباء والإعلام المسموع والمقروء والمرئي. بنشر الدعوة إلى المحبة.
لو الجميع اتفقوا على هذه الحملة في رفع شعار "حب الناس أجمعين "فهل سيعم الحب …هل هذا الطلب أصلا قابل للتطبيق…..بالطبع لا…
أن تطلب من الجميع نزع الكراهية من القلوب تماما هذا أمر لا يتوافق مع طبيعتنا كبشر.
يمكن ان نطلب مراعاة الآخر ،احترامه على ماهو عليه كإنسان يشاركنا الحياة،احترام إنسانيته بغض النظر عن دينه،معتقده،آراءه.
يمكن ان نطلب مسامحته على الأخطاء الصغيرة،توجيهه من قبل آخر أكبر واوعى.
أما ان تطلب من أحد ان يحب الآخرين"كأمر او حتى نصيحة" فهذا لا يتوافق أصلا مع معنى المحبة التي أول شروطها "العفوية".
مودة الآخرين يستحيل ان تتحول إلى صك يمكن لواحد فينا ان يوقع عليه.
ماجعلني أكتب ماكتبت هو ما ينشر دائما من قبل الكثيرين…عن المحبة ونشرها بين الناس وعدم ارتباطها بالدين او الطائفة او المذهب.
هذه دعوة صحية وتبقى أمل كل متنور يسعى للسلام الداخلي والخارجي.
ولكن لا بد لها من قواعد وأسس
تحتاج مجتمعا تنسجم فيه الأفراد انسجاما يتم فيه سحب كل مبررات:الغيرة والحسد والتنافس والكذب واللف والدوران والأنانية والنفاق وعدم تحقق العدل…وانتشار الظلم والفساد واستغلال الناس لبعضها..وحب الهيمنة والشغف بالمال والمناصب.و…..و…
عندما نقضي على مبررات وجود كل هذا البلاء المتفشي في النفوس أولا وفي المجتمع ثانيا وفي مؤسسات الدول ثالثا . وعند كل من وجد ان التهديد بالقوة هو أقصر طريق للوصول الى السلطة ابتداء من تهديد رب او ربة أسرة مكونة من شخصين إلى " تهديدالسلطة الأميركية لكل دول العالم".
عندها فقط …..يمكن ان نتكلم عن دين المحبة والإنسانية.
إلى ان يحين ذلك الزمن نحن مطالبون "وبشدة"ان نضع أولويات تقبل العيش المشترك والحفاظ على ماتبقى فينا من رمق يبقي ماتبقى من بقايانا على قيد الحياة.
أما مسألة حب الجميع ومسامحة الجميع والدعوات إلى فتح نوافذ القلب من كل حدب وصوب…..ليست إلا دعوات لجلسات "تغييبية"تلعب فيها الكلمات الدور الذي يلعبه الخمر والحشيش.
د.ملاك سباعي – حلب