د . م .عبد الله أحمد
تلك اللحظات قد مرت سريعا ..ودون أن تستأذن الانصراف …
خلقنا ونحن نبكي ..وعندما حان وقت اللعب لم نكن ندرك أصوله …ولم يكن لدينا أجوبة عن أي شيء …من أين أتينا ؟ وهل للعالم نهاية ؟ وهل أن النهاية.. هي الظلام أو العتمة..ولكننا لم نكن نسأل عن الضياء والشمس لاننا كنا نعتقد أنهما الحتمية التي نعيش .ونخاف العتمة و الظلمة لاننا لم نكن نعرف شيء عنهما …
وعندما أنتهى وقت اللعب …حان وقت الحلم …الحلم بأن تعرف أكثر..وتعشق أكثر ..لكنها كانت مسألة صعبة …فالمعرفة كانت مغلفة بوشاح أسود تارة، وبزينة فاقعة تارة أخرى …ولم يعلمنا أحد كيف يمكن لنا ان نتجاوز ذلك الوشاح وتلك الزينة ..وكيف نبحر عميقا الى الجوهر …فلا المعرفة وصلنا ولا العشق غمرنا …
ومرت لحظات ولحظات …وفي تلك الليلة لم أكن أدرك الحدود بين الحلم والحقيقة ..لكني استيقظت وإذ بي في مكان بعيد …في بناء شاهق . ..وعندما اقتربت من النافذة كانت الاشياء تبدو صغيرة ..والكلمات غريبة والثلج يغطي المكان ..فعلمت أن تلك القرية الصغيرة التي ولدت فيها لم تكن كل العالم …فالعالم مختلف جدا…
وحل زمن الدهشة ..كيف يمكن بناء كل هذه المنشآت والابنية ؟ ما الذي يجعل الشوارع نظيفة؟ لماذا يقرأ هؤلاء عندما ينتظرون وعندما يسافرون ؟ لماذا يعبرون عن كل حالات العشق علانية وهم يبتسمون؟
ولكن السؤال المحير كان ..لماذا يرافقني الفقر حتى في رحلتي هذة ؟ لكنني لم أجد أجابة …آلان أدركت فقط أن الفقر هو قدر لهؤلاء الذي يخلقون بقلوب طيبة محبة …لهؤلاء الذين لا يبيعون أنفسهم ولا يبدلون …..
وحان زمن العودة ..أنه الواقع كما هو يا فتى …فعلمك ومعرفتك شيء… ودوامة البحث عن أدنى مقومات الحياة شيء آخر …عليك أن تكون قويا ولكن كيف ..أنت بالنسبة للاخرين مجرد رقم …وعليك أن تبقى بعيدا …أو أن تقبل التحدي ..وقد قبلته …
في زمن الحرب …وبعد أن انتصرت على التهجير وعلى التهديد بالقتل ولم ترهبك محاولات الاغتيال وإقتحام منزلك .لانك تقف مع وطنك الى النهاية ..بالفعل والكلمة …أدركت أنك غني لان الجهل هو الفقر ..وأدركت أن الطيبة والانسانية والمحبة هي ما تدفعك الى محاربة كل فكر شاذ..وأن محاربة الارهاب والفساد والاحتلال و الكهنة وتجار الدين ..وتجار الحرب هو جوهر الحياة …وعند ذلك فقط سوف تدرك مغزى الحياة و الحد الفاصل بين الظلمة والنور..