لم نكن لنحتاج إلى مايجري في مالي أو في أي بقعة أخرى في العالم لنتأكد أن المعايير العالمية المزدوجة قد تجاوزت أي منطق وأي تبرير، ولم يعد بالإمكان القول إنها معايير مزدوجة بل لنا أن نقول إنها فجور المعايير ومعايير الفجور…
فرنسا وبريطانيا ومعهما الولايات المتحدة الأميركية تقصف وتضرب وتطارد الإرهاب في مالي.
الإرهابيون هناك واجب على العالم محاربتهم وهم من اللون ذاته الذي يمارس عدوانه ضد الشعب العربي السوري منذ سنوات ومع ذلك فإن الغرب الذي لم نعرفه أبداً حريصاً على أي شعب عربي يدعي أنها الحرية ، أنها الثورة ، أنها حرية تقرير المصير.. أي مصير وأي حرية أن تضرب الجامعات وتوجه القذائف الصاروخية إلى طلاب جامعات يضعون أقدامهم على عتبات مدرجاتهم لتقديم امتحاناتهم …
ماذا يعني أن يصمت الغرب الفاجر سياسياً أمام قصف الضواحي السكنية بصواريخ أرض أرض ، أمدهم بها عبر أداة قمعه في المنطقة تركيا..
هل هذا الإجرام الذي يندى له جبين البشرية حلال لأنه موجه ضد أبناء سورية المقاومة، أليس انتقاماً غادراً وجباناً من شعب عرف الحضارة منذ عشرة آلاف عام..
ماذا يعني ذلك ؟ ماذا يقول عنه دعاة الحرية ومنظروها الذين يخرجون كل يوم مافي جعبهم من مؤامرات وأدوات فتك وقتل.
ترى ما الذي تقوله مؤسسات المجتمع المدني في الغرب.. ماذا يقول مفكروه ، وإعلاميوه.. ألايرون مايجري على أرض الواقع ، أليس في هذه الدول من يرفع الصوت عالياً ويعلن أن مايجري ليس لوناً من ألوان الإرهاب، لماذا لايسألون أو يتساءلون !كيف لدول الغرب أن تقطع آلاف الأميال لتحارب الإرهاب قبل أن يصل إليها ، وليس من حق سورية المكتوية بناره من سنوات أن تدافع عن وجودها، ومؤسساتها وعن شعبها..
صمت مريب محير، لانجد له تفسيراً أبداً إلا من منطق أنه يصب في خدمة المشروع الصهيوني الأميركي، الرامي إلى اغتيال دور سورية، وتصفية القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة وهذا العالم المتحضر الذي أرهقنا وأصم آذاننا بحقوق الإنسان والحرية وماإلى ذلك في قائمة مصطلحاته الكاذبة، أما آن لهذا العالم الفاجر أن يصمت ويعرف أن نتاجه الفكري والثقافي ليس إلا معايير مزدوجة لاقيمة لها في المحصلة النهائية إلا بمقدار ماتخدم مصالحه..
حلال محاربة الإرهاب في مكان ما، وحرام أن تحمي سورية شعبها ومؤسساتها.. كيف يستقيم ذلك، كيف لناأن نصدق أن العالم قد وصل ذروة الحضارة والمدنية وماهذا الغرب الذي يجند كل قدراته للفتك بنا وتدمير حضارتنا أما أولئك السادرون في غيهم وظلمهم وعدوانهم، ثعابين وصلال البوادي والصحارى العربية، ضباب الحجور فرحون الآن لأنهم أدوات تؤدي دوراً قذراً في تفتيت الأمة واغتيال رسالتها ودورها هل هم بعيدون عن النار التي أضرموها …
التجارب المرة التي لم تعلمهم ولم يتعلموا منها تنبئهم أن مصيرهم ليس أفضل من مصير براقش وربما كانت براقش قد عوت من باب الغريزة، وهؤلاء عواؤهم ونباحهم من باب الجعير السلاقي ، وليسوا إلاكلاب صيد لمن يستخدمهم…