شجرة باسقة ، لها ارتباط خاص بالإنسان..قوامها ممشوق..وعذوقها دانية..لايتساقط ورقها..ولا يفسد نتاجها..طعمها لذيذ.. هي النخلة رمز العطاء وصفها النبي الكريم بالبركة..
أصل شجرة النخيل:
تعود زراعة النخيل إلى أكثر من عشرة آلاف عام، ولايزال أصل التمر غير معروف حتى وقتنا الحاضر ، وقد أشار العالم الإيطالي ” Odardo Beccari” المتخصص في العائلة النخلية إلى أن الموطن الأصلي الذي نشأت فيه نخلة التمر هو منطقة الخليج العربي ، وذكر العديد من المؤرخين أن أقدم ماعُرف عن النخيل كان مدينة ” بابل” التي يمتد تاريخها إلى 4000 سنة قبل الميلاد.
وتعد النخلة أيضاً من الأشجار التي قدسها العرب عموماً ، ومنطقة الخليج خصوصاً ، حيث نُقشت على الأختام في الحضارة القديمة ، وذكر اسمها في الأساطير السومرية.
معلومات عن النخيل:
تعتبر شجرة النخيل من النبات ثنائي المسكن أي لايثمر إلا بوجود الذكر والأنثى ، وارتفاع الشجرة يقارب “30” متراً ، وتبلغ النخلة أشدها بعد خمسة عشر عاماً وتنتج حوالي 150 كغ من التمر ، وتتكاثر عن طريق النوى والفسائل والنسج.
ويمر التمر بمراحل نمو عدة ليصل إلى مرحلته التي نعرفها ، فيكون أولاً طلعاً ، ثم خلالاً ، ثم بسراً ، ثم رطباً ، ثم تمراً ، ويوجد من التمر على مايزيد عن أربعمئة وخمسين نوعاً على مستوى العالم.
التمر وفوائده:
التمر هو معجزة الطبيعة..هي الثمار التي تنتج من شجرة النخيل ، وهي ثمار صيفية توجد بكثرة في بلاد الوطن العربي ، وقد اعتمد العرب على التمر كثيراً في غذائهم وطعامهم لأنه يعتبر غذاء كامل متكامل، وقال النبي الكريم:” التمر يُذهب الداء..ولا داء فيه ” لما له من فوائد عديدة لصحة الجسم ومنها:
_ يقاوم الشوارد الحرة ، والتي تتسبب في الإصابة بمرض السرطان.
_ يحتوي على الحديد ، ويعزز من قوة الدم.
_ يمد الجسم بالطاقة ويحسن الحالة المزاجية.
_ يعالج الجهاز الهضمي ويقي من الإمساك لأنه غني بالألياف.
_ يعتبر من المضادات الطبيعية للأكسدة ، مما يقي من الإصابة بالشيخوخة.
_ تقليل حدة الجوع عند الصائم.
_ مضاد للالتهابات ومفيد في حالة الفشل الكلوي والمرارة.
وينصح بتناوله بعدد فردي ، حيث أثبتت الدراسات أن أكل سبع تمرات يتحول إلى كربوهيدرات على شكل طاقة للجسم.
استخدامات شجرة النخيل:
تصنع من التمور العصائر والمربيات وأطعمة الأطفال ، وتصنع أوراق المناديل من جذع الشجر وأوراقها ، والأواني من أوراق الجذع والحصر والمكانس والمراوح ، ومن ليفها الحبال ، وتستخدم نواها علفاً للإبل ، وفي صناعة الأدوية.
النخيل في الأديان السماوية:
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز أكثر من عشرين آية عن النخيل ، وقد ذكر التمر في الآيات القرآنية تحت مسميات عدة: (نخل ، والنخل ، ونخيل ، ونخلاً )
يقال للنبي عيسى عليه السلام ذو النخلة لأنه ولد تحت النخلة، ويعتبر المسيحيون الغربيون شجرة النخيل ” شجرة الحياة ” ولهم يوم أحد يسمى ” أحد النخيل” يستعملون فيه سعف النخيل لإقامة شعائرهم الدينية.
ويعتبر التمر عند اليهود أحد الثمار السبع المقدسة ، وتزين بيوتهم بسعف النخيل ابتهاجاً بعيدهم عيد ” المظال”
زراعة النخيل في سورية:
نفحات القلم سلطت الضوء على مراكز زراعة بلقاء مع رئيس دائرة الإنتاج في مديرية زراعة حمص المهندس يونس حمدان حيث بيّن مراكز زراعة النخيل في سورية من حيث المساحة وعدد الأشجار والبيع كالتالي:
_ نخيل تدمر: المساحة 1000 دونم وعدد الأشجار 5000 شجرة ، الأنواع: مشاتل ، فسائل ، بذري..
_ سبخة الموح: 1000 دونم ، 8217 شجرة ، الأنواع: سلالات ، نسيجي، بذري ، مشاتل ..
واحة زنوبيا: 1000 دونم ، 3500 شجرة ، الأنواع: نسيجي ، مشاتل ، فسائل ، بذري ..
وأضاف حمدان أن العمل توقف في المراكز مع بداية عام 2015 ، وتم القيام بمجموعة جولات وتحديد الضرر وقدر بنسبة 15_20 % من أشجار النخيل مع تقدير القيمة والتكلفة لإعادة التأهيل ريثما تعود الحياة الطبيعية والمؤسسات الحديثة للعمل في منطقة تدمر.
وبيّن حمدان بأن نسبة الضرر بالبنى التحتية للمراكز تجاوزت 95% ، علماً أنه حالياً يتواجد في المراكز القوات الصديقة..
وتتركز زراعة النخيل في تدمر ودير الزور والميادين والبوكمال..
وأخيراً ، أنعم الله علينا بهذه الشجرة المباركة التي أطلق عليها” شجرة الحياة” لما فيها من فوائد جمى للصحة والطبيعة ، فالنخلة غذاء ودواء للإنسان..وأغصانها سكناً وفراشاً ..
مكتب حمص والمنطقة الوسطى
فيحاء السيد علي