الحكومة الأمريكية العالمية ، حكومة الحروب القاتلة ، خسرت كل حروبها
بخسارة أمريكا لحربها على سورية ، تكون قد خسرت القطبية والثقة كحامٍ
المحامي محمد محسن ……
…..الحكــــــــــــــــومة العالــــــــــــــــــــــمية :
حكومة عالمية أمريكية متفردة تتحكم بالبشرية ، لها الحق أن تميت من تشاء وان تعاقب من تشاء ، وتعمل على حصار وتجويع من تشاء ، فبيدها القرار ، وهي الحاكم العالمي المطلق ، الذي لا حسيب عليه ولا رقيب ، هذا شأن حكومة القطب الأمريكي المتجبر الأوحد ، وسلوكها الوحشي العدواني هذا ، ليس أمراً عارضاً ، واستثنائيا ، بل هو حاجة عضوية تتطلبها بنيتها الامبريالية ، فلا شركات احتكارية بدون حروب ، وبصفتها حكومة الشركات الاحتكارية العملاقة ، لابد وأن تنفذ رغبة تلك الشركات التي يتوقف عليها مستقبلها .
.
. ……….جــردة للحـــروب التدمــيرية التــي قادتــها أمريــكا …
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ، تفرد الوحش الأمريكي ، في حكومته العالمية ، بإشعال سلسلة من الحروب لم تنته ، كان من أهم أهدافها ، فرض سيطرتها على من لم يقدم الولاء والطاعة بعد ، وحصار روسيا ، للحؤول دون تفكيرها بالخروج من حيزها الاقليمي ، والعودة ثانية إلى المسرح الدولي كقطب ثان ، فحركت الثورات المخملية في جورجيا فخسرت أوسيتيا ، ثم عادت إلى البلقان حيث الحديقة الخلفية لروسيا ، فقسمت يوغسلافيا ( تيتو ) الواحدة الموحدة إلى خمس دويلات متصارعة ، على أسس دينية ، ومذهبية ، وعرقية ، ثم حركت النازيين الجدد في أوكرانيا ، فخسرت جزيرة القرم الاستراتيجية ، بالإضافة إلى انسلاخ الشرق الأوكراني الصناعي عنها .
وبعد أن انهت ( الثورات المخملية ) بدأت بالثورات الخضراء ( ثورات الربيع العربي ) ، فحطمت الجيش العراقي البطل ، وقسمت العراق اثنياً ومذهبياً ، وجوعت شعبه الغني وأفقرته ، ثم دمرت ليبيا ولا تزال تدمر ، وتونس ، ومصر ، ثم حركت الدنيا ضمن ( حلف عربي ـــ اسرائيلي ) ضد اليمن ولا تزال تقتل وتجوع شعبه ، أما حربها على سورية ، وبالرغم من انها لم تترك أداة للقتل إلا واستخدمتها ، لكن سورية كانت العقدة التي كسرت المنشار ،
.
……………مــاذا كــانت نتـــائج الحــــروب الأمريكــــية
هذا الوحش الأمريكي خسر كل حروبه ، فهي لم تتمكن من حصار روسيا ، بل حققت لها مكسب استراتيجي هام ، سيكون المفتاح الذي سيفتح لروسيا العالمية ، ألا وهو قاعدة جزيرة القرم ، بصفتها القاعدة الأهم لروسيا على البحر الأسود ، كما أنها لم تتمكن من تحقيق استراتيجيتها ، وذلك بتنصيب حزب الاخوان المسلمين على رأس السلطات في مصر، الحليف التاريخي لأنه الحزب المهيأ لإبقاء المنطقة في تخلف فكري ، وتنازع مذهبي ، مما يحقق غاية اسرائيل والضبع الهائج الأمريكي ، فخابوا جميعاً كما خاب فأل اردوغان بالسلطنة .
.
لم تخسر أمريكا حروبها بل تكبدت ما يزيد على / 7 / ترليون دولار ، وكشف الغطاء عن عدم جدوى حمايتها للعروش في الخليج ، بعد احداث الخليج الأخيرة ، مما أدى إلى فقدان الثقة بقدرتها على الحماية ، من قبل محمياتها ، وبخاصة اسرائيل ، وكذلك كان الموقف الأوروبي ، لأنها ظهرت بمظهر العابث بالعالم على غير هدي ، يدفعها فرط الاحساس بالقوة ، ورغبتها الجامحة في السيطرة على العالم .
.
……………تشــــــــــكل القــــــــــــطب المشــــــــــرقي .
بعد أن وصلت حروبها إلى سورية ، تنبهت كل من روسيا ، وايران ، والصين ، بأن اغلاق البحر الأبيض المتوسط من خلال السيطرة على سورية ، ليست إلا حرباً استباقية تمهيدية للوصول إليها ، فبادرت إلى الانخراط في الميدان السوري ، فهي في الوقت الي تدافع فيه عن حليف هام هي سورية ، هي تواجه الخطر الداهم قبل وصوله إلى أراضيها ، وهذا ما دفع هذه الدول إلى بناء حلف استراتيجي مشرقي ، على أرض الميدان السوري ، كما أقامت منظمتي البركس ، ومنظمة شنغهاي ، وقررت تبادل السلع بالعملات المحلية ، وهذا بحد ذاته يشكل تمهيداً لخلاص العالم من ربقة الدولار ، والمؤسسات المالية التي تسيطر عليها أمريكا .
.
………….ما هي الارتدادات التي ستتأتى عـن الثنائية القطبية ؟؟؟
أهمها وأسرعها وقف الغطرسة الأمريكية ، وجعلها تراجع حساباتها ، على ضوء هذا المتغير التاريخي ، الذي بدت فيه الخاسرة ، وظهر القطب الشاب المشرقي الذي احتل جميع مواقعها التي تخلت عنها راغمة ، وهذا سيكون له منعكساته الإيجابية على جميع الدول التي كانت مستهدفة من القطب الأمريكي المعتدي ، وسيعود التاريخ ليتحرك من الشرق من جديد ، الذي لايزال يحتفظ ببعض من قيم الشرق الانسانية ، وببقايا تأثيرات من التجربتين الاشتراكيتين في روسيا والصين ، وهذه المؤثرات ستعطي الحضارة بعدها الانساني من جديد .
……………..أمــا الارتدادات السلــبية علــى أمريــــــــكا :
……………………الداخلـــــــــية ، والخــــــــــارجية .
………… الارتـــــــــــــدادات الداخـــــــــــــــــــــلية :
منطق الأمور يأخذنا إلى القناعة بضرورة إجراء مراجعة داخلية مريرة ، من قبل الحكومة العميقة في أمريكا ، وبخاصة عن جدوى الحروب العبثية ، وسيُحَمِّلُون فيها الرؤساء السابقون مسؤولية سياسات تلك الحروب العدوانية التي انتهجوها ، ابتداءً من الفيتنام ، إلى تشيلي ، وافغانستان ، وغيرها ، والتي أدت إلى النزول بالسمعة الأمريكية لدى الشعوب المنكوبة إلى الحضيض ، واعتبارها دولة الشر المطلق ، دولة القتل والتدمير ، والسارقة لطاقات الشعوب وخيراتها ، وقد يقود هذا الانكفاء إلى داخل الحدود ، الذي سيؤدي بدوره حتماً إلى تمزيق الولايات المتحدة الأمريكية ، وخروج بعض الولايات من الاتحاد .
……..الارتـــــــــــــدادات الخـــــــــارجية :
1ـــ الحـــــلف الأمريــــــكي الأوروبـــــــي :
بالنسبة للأحلاف كنت قد أكدت منذ سنوات على أن أوروبا العجوز ، بدأت تضيق زرعاً بالتبعية المطلقة للسياسات الأمريكية ، وبخاصة بعد خسرانها لجميع حروبها ، وشنها لحروبها الاقتصادية ، التي تعتبر السلاح الاحتياطي الأخير الذي تملكه امريكا ، بعد التأكد من أن حروبها العسكرية الكبيرة لم تعد ممكنة ، لعدم قدرتها على تحمل الخسائر التي ستقع بين قواتها ، لذلك ستبادر إلى السحب التدريجي لقواعدها من المنطقة ، لأنها وبدلاً أن تكون سوراً حام ، باتت عبئاً عليها ورهينة تحت سطوة الصواريخ المجنحة الإيرانية وغيرها ، كما أنها ستدفع أوروبا دفعاً لفك التحالف معها ، والتوجه شرقاً حيث المصلحة الاقتصادية ، والسياسية .
.
2 ـــ مــــا هــــــو مستقبل اسرائــــــيل ؟؟؟
أجزم أن اسرائيل لم تمر بتاريخها بظروف أسوأ مما هي عليه الآن ، ( سيكابر الكثيرون ، ممن كانوا يعولون عليها في استرداد كرامتهم المهدورة ) ، ولكن أنا أجزم بهذا ولا أجادل فيه !!، فستبقى جسماً غريباً ، وسيتم التخلي عنها من قبل أمريكا ، بعد ضمور دورها في المنطقة ، وهذا قادم لامحالة ، ( لأن النصر في سورية سيقلم أظافرها ) ، ولأنها ستجد نفسها بين غابة من الصواريخ من جميع الجهات ، والتي ستدمر المطارات ، والمرافئ ، والمدن ، على رؤوس ساكنيها ، لذلك سيهرب الكثيرون ، بعد الرشقات الأولى ، حتى لا يفقدوا فرصة الخروج الآمن ، لأن اسرائيل ليست دولة ، بل هي تجمع لرأسماليين توافدوا من جميع جهات الأرض ، وجدوا من فلسطين سوقاً لصناعاتهم وتجاراتهم ، لذلك سيهمون بالرحيل بعد الرشقات الصاروخية الأولى على المطارات الاسرائيلية ، إلى حيث هوياتهم الأولى .
.
…………..مصـــير ممـــــلكة الرمـــال ، والامــــــارات البلــــورية :
لم تكن هذه الممالك دولاً بل كانت [ مزارعاً يربى فيها الملوك والأمراء ] تؤمن لهم حياة عابثة ، مع تلبية لجميع غرائزهم البهيمية ، مقابل أن يُبقوا على شعوبهم في مجاهل التاريخ ، وخارج لأي مفهوم للحداثة ، والمهمة الأهم حماية أبار النفط خدمة للشركات الغربية ، والقيام بكل المهمات التي توكل لهم من أمريكا ، وأهمها التآمر على شعوب المنطقة ، والابقاء عليها متنازعة متناحرة ، وهذا يضمن لهم البقاء ، وهي ذات المهمات التي يجب أن تنهض بها اسرائيل ولكن تحت العباءة الاسلامية .
.
هذه الممالك ستتحمل وزر ما حدث من دمار وموت للدول التي كانت ( شقيقة ) كما ستتحمل وزر الصورة الوحشية القاتلة ، التي قدمت فيها الاسلام للعالم ، فضلاً عن عريها التام أمام شعوبها ، وظهورها بمظهر الحليف الأسود الحقيقي المتخفي لإسرائيل ، هذه الأسباب وغيرها ، ستَحَدُّ من أدوارها في المنطقة ، ومن يَخُفَّ دورة يشطب من جداول العمل والانتاج ، فتتخلى عنها الدولة الأمريكية الحامية ، عندها لن تجد أمامها إلا الهزيمة ، والتفكك ، وهذا شأن جميع الرجعيات العربية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنعم سيحدث انتقالات بين الدول من قطب إلى قطب ، وستجد أوروبا نفسها أمام واقع جديد ، بدون السطوة الأمريكية ، وسيتأكد لهم أن أمريكا هي كانت العدو ، لأنها هي التي سرقت جميع أسواقها .
وستجد الدول المستضعفة نفسها لأول مرة تتنفس بعض نسائم الحرية ، بعد قتل الوحش الأمريكي