لَوْضَامَكَ الشّوقُ غَـنِّ منهُ مَوّالا
وخَلِّ دمعَكَ فوق الخـــــدِّ سيّالا
لاتخشَ عذلاً فللعُــــذّال شأنُهمُ
وللصباباتِ حــــــالٌ كيفما آلا
لاتخشَ غائلةَ الأيـّـــــامِ إنّ لنا
في عالَمِ الغيـــبِ أقداراً وآجالا
غنِّ المواويل ولتُشـجيكَ رنّتُها
ودعْ فؤادكَ يَروي مـا بهِ جـالا
وصاهلُ الوجـدِ لاتأمَنَّ جامحَهُ
إذاأغارَ بجنحِ الليــــلِ أو صالا
قل للذينَ أباحواالهجرَ وابتعدوا
قطّعتموني بسيف النأي أوصالا
إنّ الحياة بلا عشـــــقٍ ولا ولَهٍ
بيداءُ ما عَرَفتْ بالغيــــمِ هطّالا
من لمْ يطرْ بجناح الشوقِ طائِرُهُ
لا نالَ بغيَتَهُ يومــــــــاً ولا طالا
يمشي بقارعةِ الأيّــامِ دون هدىً
صَدْيان يَحْسَبُ مــاءً كلَّ ما خالا
حيِّ الحبيـــــب إذا لانت سجيتُهُ
ومِلْ إليهِ بمــــــا يَهوى إذا مالا
لاينكرالعشـــــقَ إلاّ ثلّةٌ خسرتْ
فالرابحون سُراة العشقِ ما طالا
سبحان من ألهمَ العشّاقَ صبرَهمُ
يوماً وألهمَهمْ بُشــــــــراً وآمالا
كم عاقرتْ خمرةُ الأشواق ليلتهم
وأثملتْهُمْ فصـــاحوا بالأسى لالا
لا فرقَ بينَ جميـع الناسِ أنّهمو
يلقونَ من نارهِ في الهجرِأهوالا
ما كانَ للعشقِ لابيتٌ ولا وطنٌ
إلاّ فؤاداً ثَـــــوَى فيهِ ومــا زالا
المبتلى فيهِ موكــــولٌ إلــى قلَقٍ
فالعشقُ في أيِّ حالٍ يُربكُ البالا
كأنهُ حيــــنَ يأتي مثــلُ عاصفةٍ
ولا يُراعي إذا مـا هبّ أحــوالا
إذا مُنيتَ بعشقٍ صُرتَ فيه كمن
يحسُّ بينَ حنايا الصــدر زلزالا
فلا يقرُّ لمســـكونٍ به سَــــــكَنٌ
من ماردٍ فيهِ طــــولَ الليلِ جوّالا
لا باركَ الله ســــعيَ العاذلينَ ولا
تباركتْ كفّةَ الهُجــــرانِ لو غـالى
لا باركَ الله بالأيـّـــــام قــد تركت
في الصدرِمن خافقٍ يهواكَ أطلالا
خيرُالسُعاةِ على الأقدام من عشقوا
وخيرُ قيلٍ إذا مــــــا عاشـقٌ قالا
ما همّهمْ غيــــرَأنْ يلقـوا أحبّتهمْ
ولا يريدون لا جــــــاهاً ولا مالا
ظنّوا بأنّ الهــوى طـوقٌ يُزينُهمْ
لمْ يحسبوه على الأعنــاقِ أغلالا
كأنه لُعَبُ الأطفــــــــالِ عندهمو
لا يأبهــون إذا ما دمعـــهمْ سالا
لا تعجبوا فخمورُ العشقِ تجعلهمْ
وإن تألّقَ شـــيـب الرأسِ أطفالا
الشاعر العراقي عبد الفتاح المطلبي