يجب أن تسقط الامبراطورية الغربية، لأنها وصلت القمة، بإسقاطها مفهوم الأسرة (وتزرير) مجتمعاتها
لمصلحة شعوب الجنوب، وحتى الشعوب الأوروبية، إزاحة القطب الأوحد
عن عرشه.
لأن تعدد الأقطاب، وحده الكفيل بإعادة التوازن الحضاري، والنهوض بالمهمات الحضارية لإنسان الشمال والجنوب
المحامي محمد محسن
المجتمع الغربي الرأسمالي مستقر نعم، لأن ثروته وأسباب عيشه، تعتمد على الاستثمار في جهود مجتمعات الجنوب، التي تقوم بأدوار عمالٍ أجراء لصالح الإنسان الغربي ، لاستخراج المواد الأولية، والطاقات العلمية وتقديمهما للشركات
الغربية. بأجور تكفي لتجدد طاقاتهم فقط.
وهذا الاستقرار لايتحقق بدون حروب، لأن بنية المجتمعات الرأسمالية، تتطلب
الحروب بل لاتعيش بدونها، لإخضاع واستعباد مجتمعات الجنوب، وسرقة أسواقها،
لكن هذا النظام اللبرالي وصل القمة، التي تنذر بالهبوط، لما تتضمنه من خطر على الإنسان الغربي ذاته، بعد التخلي عن الأسرة، و (تزرير) المجتمع لأن الفلسفة اللبرالية، تستدعي ذلك.
كما حولت جميع سكان الشمال، إلى عمال أفراد، الكل يعمل في شركة،
حتى مدراء الشركات، هم مجرد عمال براتب، وهذا شأن حتى رئيس
الجمهورية الذي يقوم بوظيفة، المدير الأعلى للشركات، ومن حقه إثارة
الحروب للحفاظ على ثرواتها.
حتى بات هم المجتمع الغربي، العمل ليعيش، وليلبي حاجاته اليومية
والأهم تأمين غرائزه الشخصية، فالأسرة لم تعد الخلية الأولى للمجتمع
بل أصبحت مصالح الفرد، هي في المقام الأول، وتحميها الدساتير،
والقوانين في المجتمعات الغربية، وهذا من
أهم أسباب تدهور وسقوط الحضارة الغربية.
أمــــــــــا إنســـــــــان الجــــــــــــنوب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فدفعته الفلسفة الغربية اللبرالية الاستعبادية، إلى العيش خارج التاريخ، بعد أن
كان الباني الأول للحضارة الانسانية، وأقصي عن الفعل الحضاري،
بعد أن أفقر، وجهل، واقتصر دوره كما قلنا على خدمة مصالح
الشركات الغربية، وذلك بتقديم وعيه، وعلمه
لتستثمرها الشركا الإحتكارية الغربية
من هنا وقعَ الخلل التاريخي، الذي تعاني منه الحضارةالإنسانية العرجاء،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مما يستدعي اسقاط الفردانية القطبية، التي جعلت الشمال يستأثر
بالثروة، والعلم، ويملك ادوات الموت، أما شعوب الجنوب فدورها العمل
كعبيد خدمة لشعوب الشمال وتأمين مطالبهم،
فهذا التنمر القطبي العدواني، لايسقطه إلا التعدد القطبي، الذي يلجم
الروح العدوانية، ويحول بينه وافتعال الحروب التي دأب على ممارستها
متى أراد.
من هنا كان لزاماً على جميع شعوب الجنوب، التي عانت قروناً من ظلم
الغرب المتوحش، الذي كان يتحكم بمصائرها، أن تناصر القطب الشرقي،
بطرفيه الروسي، والصيني
لأنه طريق الخلاص التاريخي الوحيد، الذي يفتح أفاق المستقبل أمام
شعوب الجنوب.
حتى شعوب الشمال، فيفتح المجال أمامها لإيقاف مسارها الإجتماعي اللبرالي المجتمع(الفرداني)، الذي يقودها إلى التهلكه.
ولكن كل هذا رهن بسقوط الهيمنة الغربية، عن عرش قطبيتها، وهذا
هو المأمول، والمنتظر.