نفحات القلم _ محمد الدواليبي
الأديب السوري معروف تاريخياً والأمثلة كثيرة سواء تحدثنا عن كولييت خوري أو حنا مينة أو غادة السمان، ومن عصرنا الحديث يمكن أن نتحدث عن رشاد أحمد أو الدكتور باكور عاروب والأستاذ مهران سلوم، حتى الأدباء الشباب لهم نصيب من إنشاء اسم لهم يقارع الكبار.
ولكن عصر مواقع التواصل الاجتماعي جعل الأدب عام وبشكل كبير فكثيراَ ما نسمع كلمة أنا شاعر أو أنا كاتب، ومن أين جاءت هذه الثقة الكبيرة لا أحد يعلم، ومن قام بتقييمه ليطلق على نفسه هذا الاسم.
اللغة السيئة التي يكتبون بها ليست هي المشكلة الوحيدة فجهلهم بالأجناس الأدبية وأسماء الكتاب وحده مصيبة مستقلة، والأمر متروك بين أيادي من يمتلكون المال لإصدار الكتب، أو من ينضم لما يسمى الفرق الشبابية الأدبية، فنجدهم بلا إلقاء ولا لغة ولا أي إيجابية، وعلى الجانب الآخر لا نرى من يستحقون الدعم يحصلون على ما يتسولونه.
وما يثير الضحك والاستغراب بآن واحد هو إطلاق الألقاب على أنفسهم بذريعة الشهرة أو الاستحقاق المجهول فمنهم شاعر الياسمين وشاعر البنفسج ووزير الحب، لتكون ألقابهم وأعمالهم كمجهول النسب الذي لا يقترب منه أحد.
المراكز الثقافية تحت رعاية كريمة من وزارة الثقافة لا تتوقف عن منح الفرص وفي كل مركز نجد نادي الأدباء الشباب عليه إقبال كبير، ولكن مع الأسف أننا نجد أيضاً تلوثاً سمعياً وأدبياً ليس له مثيل، وكل لديه محامي دفاع إن انتقده أحد، حتى النقاد بحاجة إلى تسوية وضعهم ليكونوا قادرين على الوعظ وتقديم النصائح.
خلال السنوات الأخيرة انتشرت كلمات (أبحرت، أبدعت، حلقت، أجدت….) مثلها مثل كلمة “منور” للمجاملة عندما يغير شخص ما صورة حسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
وهنا يجدر بي كمتابع للساحة الثقافية التنويه إلى أن الثقافة بالعناية المشددة، والأدب ينحدر نحو الهاوية، واللغة العربية تكاد تنتحر قبل أن تندثر، والأقلام ستموت.