صــدق بوتــن إذ قـال: الشعوب الروسية تضحي بأرواحها، لحـماية
العالم، من الطغيان الغربي.
(لنفترض جدلاً)، أن روسيا اضطرت لاستخدام سـلاح نــووي مدمر
من سيجرؤ على الرد؟
(لنفترض جدلاً)،أن روسيا خسرت الحرب، هل تنتظر الصين حتى
تقول: (أكلتُ لما أكلَ الثورُ الأسودْ)
بقلم المحامي محمد محسن
لايجادل أحدٌ في أن روسيا لوحدها تحــــاربُ القطب الغربي كله،
بقيادة أمريكا، والمؤلف من / 52 / دولة، مع ملحقاتها، وأن هــذا
القطب الغربي، قد تفرد في الوصاية على العالم، منذ أن تفـــكك
الاتحاد السوفييتي.
وأنه طغى وبغى، وقسم البلقان، وبلقــن العراق، وكاد أو لايزال
يحاول بلقنة سورية، ولو تمكن من بلقنة سورية، لكان مخـططه
متابعة الطريق لبلقنة كل دول المنطقة، استجابة لرأي كيسنجر،
الذي وافق عليه الكونغرس الأمريكي بالإجماع منذ عام/ 1983 /
والغاية حصار روسيا والصين.
إذن صدق بوتن عندما قال: نحن نضحي بأرواح شعبنا لحـــماية
كل العالم. لأنه يقاتل القطب الذي تفرد في حكـم العالم، وكاد
أن يفعل به كما ( يفعل الذئب بحظيرة أغنام)، ولكن جــاء بوتن
ليقف في وجه القطب الأمريكي، ويضحــي بجنوده، من أجــل
جميع شعوب العالم.
ولما كانت روسيا دولة نووية، وقد تكون أقوى دولة في العـالم،
بقدراتها التدميرية، فضلاً عن أنها تــــرث تاريخ امبراطـــوريتين
القيصرية، والسوفييت، وأنها أكبر دولة في العــالم، هذا الارث
التاريخي، الذي تملكه، يمنحها كل أسبـــــاب القوة، فضلاً عما
تملكه من أسباب الحياة النفط، والغاز، والقمح.
فهذا الارث القومي الناهض، وتلك القوة، والمساحة المتـرامية،
كلها مقومات تحول بينها والقبول بالخسران.
و ( لنفترض جدلاً ) و (هو للجدل فقط )، أن الحرب مالت ضدها
لسبب من الأسباب، والتفــــكير بخسران هذه الامبراطورية، لا
يقبله منطق، لأن خسرانها، سيؤدي إلى تفتيتها، بأسوأ مما
فعـــــلوه في البلقان.
ولكــــــــــــــن إن حـــــــــــــــــدث
ثم اضـــطرت لاستخدام سلاحاً تدمــيرياً
فتاكاً، نووياً، أو أقرب للنــــووي.
من هي الدولة من بين الدول
…………………………………../ 52 / القادرة على الرد؟؟؟؟
إن فعلت ألمانيا تدمر، وإن فعلت أمريكا سيـرد عليها بالأقوى،
وهذا يمكن تطبيقه على جميع الدول / 52 /.!!!
هل هناك عاقل من دول القطب الغربي كله،
يجرؤ على المغامرة بوطنه من أجل أوكرانيا أو غيرها؟
أليس هذا من المستحيل المطلق.!!!!
ولو عدنا إلى بدايات الحــرب، وتذكرنا، المحـــــاذير التي كانت
تضعها الدول الغربية، من تزويد أوكرانيا، بالأسلـــحة البــعيدة
المدى، حتى لاتستفز الــدب الروسي، من هنا نجــد الجواب
على هذا الافتراض، الحاسم، والحازم،
لكن يبقى السؤوال المنطقي:
لماذا تشجعت الدول الغربية، فيما بعد على تــزويد أوكـرانيا
مؤخراً بالأسلحة الفتاكة؟؟
شجعها على ذلك ثلاثة أمور:
ـــــ تحدي بوتن المستمر للقطب كله،
ـــــ الانتصارات الجزئية للجيش الأوكراني التي صورها
الإعلام الغربي بالإنتصارات الإستراتيجية.
ـــــ وتوأمي الحلم، والحقد الذين سيطرا على عقل
الساسة الغربيين الأقذام، الذين فرزه واقعهم
المتعب.
يبقى الافتراض الثالث: موقف الصين، في حال ميلان
الكفة لصــــالح القطب الغربي؟؟؟
فهل ستجلس الصين متفرجة،!!!
وهي العدو الأول للغرب ؟؟
……………تنــــــــــــــــــــتظر
( ذبـــحَ، وشواءَ العجلِ الأسودْ)؟؟؟؟
( حتى يأت دور العجلِ الأبيض)؟؟؟؟
لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستبادر للتدخل
السريع.
لــذلك نجـــزم علـــى أن انتـــصار روســـيا حتــــمي.
وضع بوتن القـطب الأمريكي أمام خيـار واحد (على الغرب أن
يختارشكل الهزيمة)
الهزيمة الأمريكـــية، ستسمح للـــعرب لأول مــرة منـذ قـــــــــرن
الخروج من تحت الوصاية الغربية
هل سيتساءل العرب حينها ( لماذا أسقطـنا أخـــــــانا يوســــف
[ سـورية ] في الجب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سقوط الزمن الأمريكي ـــ الأوروبي المؤكد، أو فلنسميه ترفقاً
انكـــفاء الزمن الغربي، هو إنهاء لزمن (القهر الإنساني) المرير،
زمن الحروب، وقتل، وتدمير، واستعباد الشعوب، واحتكار العلم،
والثروة.
وحــرف الحضــارة عن مسـارها، الذي كان يجـب، ان يتــواكب
تقـــدم الشعوب، ورفاهـــها، مع تقـــدم العلـــم الذي أنتــجته
البشرية، والذي حوله الغرب، لإنتاج أسلـــحة الدمار الشــامل
لخوض الحروب، والموت الجماعي. والثراء على حساب فــــقر
شعوب الجنوب.
إذاً سقوط الزمن الأمريكي، هو مطلب حضاري، تتطلبه البشرية
كلها، لأن سقوطه سيمنح الفرصة لكل الشعوب، لأول مرة منذ
قرن، التفكير العقلاني، بالخروج من تحت الاستعــــباد الغــربي،
والنهوض بواقعها الحياتي، والبحث عن طرق للتعامل معه، بكل
استقلال وحرية، بعيداً عن الوصاية، والفرض. وهذا ما تحتاجه
المجتمعات العربية.
فمــــــــــــــــاذا فعـــــــــــــــــل بنـــــــــــــا الغــــــــــــــرب؟؟
ماذا يقول (كيسنجر ) ثعلب السياسة الأمريكية،
{{ الأهم في سياستنا الخارجية، تفتــيت الدول العـربية، على
أسس دينية، ومذهبية، وقومية، وخلق صراعات بينها، لاتنتهي
والأهم العــراق، لأنها تشكل الهلال الخصيب، وسـورية بـــوابة
الشرق إلى البحر الأبيض المتوسط، وإســناد هذه المـــهمات
إلى إسرائيل}}.
ولقد وافق ( الكونجرس) الأمريكي على هذا الرأي بالاجــماع
عام / 1983 /
وكان قد تبنى هذا الموقف، الفيلسوف
الفرنسي اليـــهودي، (برنار ليــــــفي) الذي سعى لتطبيقه
عملياً في حروب (الربيع العربي)
تخـــــــــــيلوا أيــــــــــــــها العـــــــــــــــرب………………..
أليس هذا ما فعلوه، وكادوا أن يستكملوه لولا صمـود الجيش
والشعب العربي في سورية!!!!
من هنا نقول لكل عربي من مشارق الوطن العربي، ومـغاربه
أن سورية دافعت عن وحدة بلدانكم، عن حريتـكم، في الوقت
الذي ساهمتم مساهمات أساسية، بقـتل شعبـها، وتــدمير
مدنها وقراها، وتهجير شعبها، وتجويع، وإفـقار من بقي منهم
صامداً يتحدى.
نعم لقد فعلتم بسورية كما فــــعل (اخوة يوسف بأخيهم يوسف
عندما رموه في الجب)،وكاد أن يموت، ليخرج من الجب ويسهم
بإنقاذهم؟؟
لكن كل هذه الأفعال الإجرامية، الذي استخدم فيها الفكر الديني
الأســود، تمت بأوامـــر وبتخطيط أمريكي ـــ غربي ـــ اسرائيلي،
لذلك سيكون رفع الغطاء، والإنفكاك من الوصاية الغربية، الفرصة
الزمنية الذهبية، لعودة العقل إلى الأنظمة العربية، وحتى إلى
الجماهير العربية، التي عاشت تحت وطــأة الخــوف التاريخي،
من ســطوة أمريكا التي بدأت تتآكل.
لذلك لايمكن فهم ما نراه من إنفراجـات لاتزال خجـــولة، وتســير
نحو التوسع، بين بعض الأنظمة العربية وسورية، وبخــاصة ممالك
الخليج، إلا من هذه الزاوية التي تنبئنا بأن هناك حــالة انــــكفاء
للوصاية الأمريكية، عن المنـطقة، وهناك محـاولات جدية للخروج
من تحت تلك الوصاية.
وبقعة الضوء هذه، تفرضها الخسارات المتكررة، للقطب الأمريكي،
وما تخــبئه الشهور القــادمة، من خسـران مبين على الميدان
الأوكراني،
لأن روسيــــا لاتمـــــلك خيــــــاراً ســـــوى النـــــصر
…………………كـــما قـــال بوتــــن
………….وكما برهنا عليه في مقال الإثنين الفائت