عشرة صواريخ على القواعد الأمريكية، وعلى حقول النفط المسروقة، وخمس مسيرات، والقادم أكبر.
هل بدأ العد العكسي، لرحيل القوات الأمريكية من المنطقة، بعد أن جرحت هيبتها، وتم التمرد عليها؟
غروب الوصاية الأمريكية على المنطقة، هو ضرورة (جو سياسية)، لبناء القطب الشرقي، وخروج المنطقة من النفق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يمكن أن يتجاهل كل عملاء أمريكا، أنظمة وأفراداً، أن الهيبة الأمريكية على المنطقة قد جرحت جرحاً بليغاً، وهناك عشرات الأمثلة الواقعية على ذلك، توجتها الاتفاقية التاريخية بين السعودية، التي كانت، (مستعمرة أمريكية)، وبين إيران العدو الأول والأخطر لأمريكا.
وهذا الجرح الغائر في الهيمنة الأمريكية على المنطقة، سيترك تداعيات جد هامة، على جميع الصعد، أهمها الفراغ الذي ستخلفه أمريكا، والذي بدأت تملأه كل من الصين، وروسيا، وهذا سينعكس إيجاباً لصالح أعداء أمريكا في المنطقة، أنظمة، وأفراداً، وسلباً على عملاء أمريكا أنظمة، وأفراداً، وبالأخص الكيان الإ*سرا*ئيلي، الذي خسر الحامي والمعين.
لكن تعودنا، من خلال الإعلام الغربي، والإعلام التابع والمأجور لها، (كالجزيرة) أن تنكر هذا التحول، وتبحث عن ثغرة في الحلف المعادي لأمريكا، لتحولها إلى حجة تحاول من خلالها، إنكار هذه النقلة التاريخية النوعية، أو على الأقل التقليل من تأثيرها على مجريات الأحداث في المنطقة.
ولقد سمعت أكبرهم، يعتمد في حجته، على وجود عشرات القواعد الأمريكية التي لا تزال تنتشر على أغلب الدول في المنطقة، وأهمها القواعد في العراق وممالك الخليج، ولكن نحن نرد عليه مؤكدين، على أن القواعد الأمريكية الموجودة حتى في سورية، باتت عبأً ثقيلاً على كاهل أمريكا، لأنها تحولت إلى أهدافٍ سهلة، للصواريخ حتى البدائية منها، والمسيرات، التي تملكها قوى المقاومة، كما حدث قبل أيام للقواعد العسكرية الأمريكية، التي تساند العناصر الكردية الانفصالية، وتشرف على سرقة النفط، والغاز، والقمح السوري.
ولا يجوز أن نغفل القرار الأمريكي، باستبدال الطائرات الحديثة، الموجودة على أرض تلك القواعد، بطائرات قديمة، وهذا القرار، يشير إلى مسألتين: أن هذا التغيير ليس إلا إعلاناً لعدم جدوى هذه القواعد، وبداية تمهيدية لرحيلها، للخطورة التي باتت تشكلها هذه القواعد على جنودها.
وهذا الخروج الأمريكي ولو كان نسبياً من المنطقة، هو أهم خطوة وأكبر دليل، على إن القطب الشرقي المنافس لأمريكا، بات حقيقة واقعه، لأنه وكما ورد في المقال السابق، أن إفشال المخطط الأمريكي، في استكمال السيطرة على المنطقة، نتيجة خسارتها على الميدان السوري.
هو الذي حال واستكمال الحصار الأمريكي على الصين، وروسيا، من خلال إغلاق البحر الأبيض المتوسط أمامهما، لأنه الشريان الأهم الذي يسمح لهما بالخروج، من محيطهما الإقليمي، إلى المحيط العالمي.
لذلك كان الخروج الأمريكي من منطقة الشرق الأوسط، انتصاراً نوعياً للقطب الشرقي، وفتحاً للطريق أمام نشوئه، بموقعها الجغرافي، وبقدراتها الاقتصادية، والبشرية.
كما ويعتبر البوابة التي ستعبر منها المنطقة، نحو الحرية، التي كان من المستحيل الوصول إليها، بدون الخلاص من الاستعباد الغربي.
[الــــــــــــذي مســـــــــــك المنطـــــــــقة مــــــــــــــن عنقــــــــــها قـــــــــــروناً]