الفنان والباحث حسين صقور (الفينيق)
( الكتابة النقدية بحاجة دوما للتواصل لكشف تلك التقاطعات مابين روح الفنان وعمله الابداعي ) عند المدخل وعلى مساحة الباب وصلني الجواب كيف يمكن أن يكون شكل المنزل لعائلة يعمل جميع أفرادها بالفن بدءا من ذاك الحفر المنتظم الذي يزين أبواب المنزل الداخلية ثم تلك المنحوتات الخشبية للزوج إلى لوحات التطريز واللصاقات القماشية للزوجة المعطاءة والقادرة على تصعيد الحماس وخلق الدوافع والرغبات ضمن أسرة أرسم حلمي ليشارك طلابها وأطفالها بالعديد من المسابقات والنشاطات ..هي الفنانة هيام سلمان وزوجها النحات ماهر علاء الدين
في ظل هذا التعاون أقول وراء كل رجل أو امرأة عظيم ة زوج أو زوجة صابرة وستكون هنا الوقفة مع الزوجة ومقالتي هذه بعد زيارتي للبيت والمشغل قاصدا التعرف على تجربة هيام عن قرب بدافع إنسانيتها و حركتها المكوكية التي لاتعرف الهوادة بعد أن حددت هدفها ومسارها وسعت إليه بشغف عاشق متخطية كل العراقيل
أستطيع أن أقدر حجم المعاناة التي واجهتها هيام سلمان على درب الحلم الذي سعت لتحقيقه
من خلال لوحاتها الخاصة ومن خلال التعاون الجمعي والجماعي ضمن أسرة الجمعية التي أسستها لتتعالى لبنة تلو أخرى.. .. وكونها فنانة مشبعة بالأمومة وحب العطاء وكونها تحمل هما ثقافيا بدافع الغيرة الوطنية النابعة من وعيها لدورها كرافد عبر ثقافة تحمل خصوصية المكان استطاعت أن ترصد حياة الشرق في لوحاتها الجامعة مابين الحس الابداعي المتمثل في قدرتها على الكشف والاكتشاف وتوظيف التوالف من الأقمشة الملونة ضمن تكوينات تضج بالحياة ثم تطبيقها في مرحلة لاحقة عبر عمليات الخياطة واللصق .. والحقيقة أني فوجئت بكم النتاج إذ أن إنجاز أي عمل عبر تلك الأسلوبية قد يأخذ وقتا طويلا بدءا بالبحث ثم التصميم والتطبيق ..
وأقول صراحة ربما راودتني بعض الشكوك في السابق حول قدرة العمل التطبيقي على الدخول في حيز التشكيل الابداعي ..ولكن عودتي لأعمالها الزيتية والتمهيدية الأولى أكدت لي أنها تساير حاجة السوق العالمي عبر توغلها بالبيئة المحلية والتراث وهذا ماجعل للوحاتها تلك القيمة وذلك الصدى في بلدان الشرق كاليابان
أعود للبدايات اذ لخصت هيام سلمان الحياة عبر ظلال انسانية راقصة بحس شاعري تستطيل رجل وتمتد ذراع وتتشابك الأيادي ضمن حلقات وعلى خلفية مزركشة تفوح بعطر الأرض والورد . وهيام عبر خيالها الثري أغنت لوحاتها بتكوينات فنية مبعثرة ومترابطة قدمت فيها مواضيعها آنفة الذكر ( حلقات دبكة، ورقص أشجار، وطيور، فراشات،)
ل تخلق إيقاعها المتناغم والمتكامل من خلال خياراتها الموفقة مابين تلال القصاصات الملونة والملهمة للفكرة
و لتحيكها بكل صبر وأناة وبدافع حاجتها الملحة للتعبير، ولخلق عمل يؤكد حضورها
ويتسم بذاك النفس الشعبي العابق بروح الشرق.