توفي الشاعر العراقي الغنائي كاظم السعدي، أمس الثلاثاء 25 نيسان 2023، في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان عن عمر 75 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
وامتدت مسيرة السعدي الشعرية على مدارخمسة عقود بدأها منذ سبعينيات القرن المنصرم، حيث عمل في مجال الشعر الغنائي والصحافة.
هو من أهل بغداد، في محلة الدوريّين في صوب الكرخ، وُلد في البصرة عام 1948 م ، وجذوره من ميسان. حاصل على الدبلوم العالي من كلية الفنون الجميلة اختصاص المسرح.
كتب السعدي شعرًا غنائيًّا وطنيًّا ورومانسيًّا لعدة مطربين عراقيين ثم عرب، وتعامل مع أجيال من المطربين خلال عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
في العام 1995 غادر السعدي العراق متوجهًا إلى دولة الإمارات ليعيش هناك أكثر من 20 عامًا تعامل فيها مع فنانين عراقيين وعرب ليعود بعد ذلك إلى العراق في العام 2019.
وخلال تلك الفترة، قدم عدة أغاني لمطربين عراقيين وعرب منهم الفنان العراقي كاظم الساهر وحاتم العراقي، والفنان اللبناني عاصي الحلاني وديانا حداد، وفنانين خليجيين منهم حسين الجسمي وراشد الماجد وفايز السعيد ووليد الشامي وغيرهم.
وفي شهر آذار/ مارس العام الماضي 2022، انتشرت صورة للسعدي في دار المسنين بمنطقة الكاظمية في العاصمة بغداد؛ أثارت ردود فعل وصرخات غاضبة لمثل هذا المصير للمبدع العراقي.
وبعدها تدخل رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الذي قدم له شقة فاخرة في أرقى ضواحي مدينة أربيل ورعاية صحية كاملة بالإضافة إلى تخصيص راتب شهري.
بدأ السعدي عمله الصحافي في العراق سنة 1976م حتى سنة 1990، ترأس في تلك الفترة قسم الموسيقى والغناء في مجلة فنون، وعمل في مجلة ألف باء من سنة 1990 حتى سنة 1995، عمل أيضاً في مجال التمثيل، واشترك في تمثيل عدة مسرحيات، ابتدأها مع «فرقة مسرح الصداقة» التي كان فيها عدة فنانين يساريين، ومن المسرحيات التي مثل فيها مسرحية «كشخة ونفخة» سنة 1981م.
أعجبت السعدي حِرفية كاظم الساهر، وراشد الماجد الذي يملك إحساساً قوياً بالكلمة، وقال إن الفنان الأقرب له هو وليد الشامي «الذي شكل معه ثنائياً ناجحاً وأوصل صوره الشعرية وخدم أشعاره، سواء من خلال الأغاني التي غناها وليد بنفسه أو الأغاني التي لحنها وغناها غيره من النجوم».
كتب السعدي بعدة لهجات، وخفف كثيراً من (محليّة) المفردة العراقية في نصّهِ الغنائي لتصبح أكثر سعة وقبولاً عند آخرين.
ذكر السعدي في مقابلة صحفية قبل عدة سنوات أنه يرى أن الأغنية العراقية بألف خير، وأصبحت مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، أما الأغنية المشوهة فهي إن وجدت أحياناً فإنها تمرّ مرور الكرام، وأن الفن العراقي معروف برصانته ويتميز بالشجن.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )