توفي الخطاط العراقي عباس شاكر جودي البغدادي الحياة الثلاثاء 2 مايو 2023 بعد مرض عضال ألمّ به أخيراً،
خطّ البغدادي بقلمه العملات والوثائق العراقية المهمة (شهادة الجنسية العراقية، وهوية الأحوال المدنية، وجواز السفر)، وبعد احتلال العراق غادر إلى الأردن ثم أميركا، وعاد ليستقر في السعودية بعد أعوام، حيث وافته المنية هناك.
ولد البغدادي في بغداد عام 1951 عُيّن رئيساً للخطاطين العراقيين منذ سنة 1988 حتى سنة 2003، وفي سنة 1997 أُمِرَ أن يكتبَ مصحف صدام فكتبَهُ بخطّه مستعيناً ببعض تلامذته، وخرج بعد احتلال العراق إلى الأردن ثم إلى الولايات المتحدة تجنباً لخطر التهديد. عمل في تدريس الخط العربي في الأردن سنة 2003 حتى سنة 2008، وصمّم إحدى فئات العملة في أبو ظبي، ثم عمل في تدريس الخط العربي بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي في فرجينيا سنة 2009. نال جائزة بغداد لأفضل الرسامين الشباب (بغداد) 1969، وعمل في الدار العربية للطباعة والنشر ودار الحرية للطباعة والنشر ببغداد سنة 1975 إلى 1980، وعُيّنَ أستاذاً للخط العربي لجمعية الخطاطين العراقيين ببغداد العراق سنة 1975 إلى سنة 1990. وُصفت أعماله بكونها «إحياءٌ لأسلوب الخط التراثي ممتداً إلى المرحلة المعاصرة مع دراسة واطلاع على الدراسات العلمية الحديثة، يكتب بخطوط متعددة ويزداد اهتمامه وإتقانه لخط الثلث الجلي، وخط النسخ».
تتلمذ على يد عباس كثير من الخطاطين المعاصرين من العراق وخارجه، كما كرّم في أميركا، وترك عدداً كبيراً من الأعمال والآثار الخطية، إضافة إلى الكراسة التي كتبها بخطي الثلث والنسخ وخطوط أخرى.
ذكر الخطاط عباس البغدادي في أحد لقاءاته المتلفزة أن الرئيس صدام حسين استدعاه بشكل عاجل، وطلب منه أن يخط له القرآن كاملاً باستخدام دمه كحبر، وقد أثار هذا الموضوع كثيراً من التساؤلات حول حرمانية خط القرآن بالدم، واستمر العمل به لمدة عامين.
وكاد البغدادي أن يفقد بصره لصعوبة العمل، فاضطر إلى خلط الدم بمادة كيماوية لكي يسهل عليه العمل وخط الأحرف، ويعرف هذا المصحف بـ”مصحف صدام حسين المخطوط بالدم”، ويحتفظ بهذه النسخة في جامع أم القرى الذي كان يعرف سابقاً بجامع أم المعارك.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )