أحمد يوسف داود
أُقلِّمُ أظفارَ حُزني قليلاً
وألهو بقَضمِ سَفَرجَلةِ العُمرِ..
مَنْ كانَ يَحسَبُ أنَّ قَميصَ الأكاذيبِ
يَصطادُ أيضاً حَديثَ الطُّيورْ؟!.
تُحدِّقُ مَنْ تَقرأُ الكفَّ بي وتَقولُ:
كأنّكَ قد عِشتَ من غَيرِ كفٍّ..
لماذا إذاً قيلَ ماقيلَ فيكَ منَ الشُّبُهاتِ؟!..
وأينَ الأصابِعُ كي تَقطِفَ الحَظَّ
أو تَمنعَ النّبعَ من أنْ يَغورْ؟!.
كأنّك مُتَّهمٌ بالحَياةِ فأينَ عَباءَتُها؟!..
لاتَلُمْني فإنّي أُحبُّ اقتِرافَ الإشاراتِ
عمّا تَخبّأَ فيكَ طَويلاً..
وداعاً فقد نَلتَقي ذاتَ يأسٍ!..
وغابتْ بلا أثَرٍ مِثلَما في الظُّهورْ!.
وقلتُ: سَلاماً عَسى أنْ أراكِ!..
ولكنّني رُحتُ أرشُقُ روحي بنِسيانِها
والنُّبوءَةُ تَرشُقُني بِرَمادِ الغِيابِ..
وأركُضُ في غُرفتي المُستَغيثةِ بي
آمِلاً أنْ أرى خَيطَ نورْ!.
صَباحاً رأيتُ الحياةَ وراءَ النّوافذِ
تَلهو بأَسمالِها وهي تَغمِزُ..
كانتْ على ثَغرِها بَسمةٌ من حَريرٍ
وظِلٌّ نِداءٍ كصَوتي يَقولُ سَلاماً..
فأفتَحُ شُبّاكَ حُلمٍ لأُبصِرَ قلبي
وعُصفورَ شوقٍ على ما يُغنّي يَدورْ!.