ثمر حسين
لاشك أن الإنسانية هي جوهر النفس البشرية وهي ماتميزنا عن باقي المخلوقات ، ففي مجتمع يجب أن يفيض بالمشاعر وبالعطاء والرحمة والخير والاحساس بالآخر تنعدم الإنسانية في أماكن كثيرة من حياتنا.
من ذلك تلك النظرة السلبية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ نجد من يتخوف من مخالطة أبنائهم لهؤلاء الأطفال، وقد يربون أبناءهم على الحذر والاستهزاء بهم، ليس لذنب ارتكبوه؛ لأنهم ولدوا هكذا، والسؤال: إن كنا نملك شيئاً لا يملكه الآخر.. فهل هذا يمنحنا الحق بأن نعاقبه ونؤذيه بالتصريح أو التلميح؟
هؤلاء الأطفال هم جزء من المجتمع وينبغي ألا ننظر إليهم على أنهم أقل شأناً وأهميةً من الأطفال العاديين، أو نتعامل معهم على أنهم مختلفون، فدمجهم وانخراطهم مع الأطفال العاديين يساعدهم ويكسبهم خبرات ضرورية من أقرانهم، ويساهم في تنمية طاقاتهم وتطويرها بشكل إيجابي لمواجهة متطلبات الحياة، وكي يتمكنوا من ذلك هم بحاجة إلى الشعور بالأمان والمحبة وإلى بناء جسور الثقة بمن حولهم.
وإن نظرة المجتمع القاصرة هي حاجز تمنعهم من التكيّف وتدفعهم الى الانعزال، وسيكون لذلك تبعات ونتائج مؤذية على حالتهم الصحية والنفسية، ومن المعيب أن نكون جلادين في لحظة تتطلب منا الرحمة والوعي، فبدلاً من تحطيم معنوياتهم يجب أن نساعدهم وندعمهم، لأن ذلك هو طريقهم إلى المستقبل والعيش بسلام بيننا.
فالإعاقة في الفكر والنفوس وليست في الجسد، ومن امتلك الأخلاق اتسم بالإنسانية، تلك المرتبة التي يجب على الكثيرين الوصول والسعي إليها… أن تكون إنسان.