تعتبر المقاطعة أسلوباً نموذجياً، كأحد أوجه المواجهة المشروعة، والكفاح ضد سياسات التعسف والهيمنة العدائية من قبل بعض دول الاستكبار، لتنال الشعوب حريتها واستقلالها.
المقاطعة هي: وقف التبادل السلعي والخدماتي مع الطرف المطلوب مقاطعته، بهدف التأثير عليه سياسياً أو إضعافه عسكرياً واقتصادياً، وتأتي بهدف إحداث الضغط والتأثير على أمريكا وإسرائيل بما يخدم المصالح العامة للأمة العربية و الإسلامية.
مقاطعة البضائع الأمريكية، ليست وليدة الساعة، بل هي فكرة امتشقتها أدمغة مؤمنة بوطنها كواجب انساني وأخلاقي تجاه بلادهم، خاصة ً بعد إدراكهم أن الولايات المتحدة قد غزت بفكرها و منتجاتها عقول و أسواق العالم،في مسعى منها لنشر الإرهاب و سياسة الشيطان الأكبر، فما كان أمام بعض العقول الواعية، إلا إعادة تنشيط و دعم المقاطعة ، من خلال فريق من المتطوعين السوريين و غير السوريين داخل سوريا.
حملة مقاطعة البضائع الأمريكية في سورية، هي حركة شبابية مناهضة للسياسات العدائية الأمريكية الاقتصادية، لإضعاف جبهتها اقتصادياً، و الهدف الأسمى دعم المنتج الوطني ليرتقي لمستوى السلع ذات الجودة العالية، و طرحه في الأسواق المحلية كبديل فعال للمنتج الأمريكي و الأجنبي، من خلال فريق الإعداد و التحرير الذي يقوم مقام الجندي في ميدان القتال، بإيمانه و فكره و يراعه.
شاركت الحملة بمعرض أخيرا ،كان للحملة بصمة فعالة بأولى مشاركتها في جناحها الخاص في المعرض، تزامناً مع إطلاق الموقع الالكتروني الخاص بالحملة، والذي يتضمن كافة أنشطتها و أهدافها حيث تضمن الجناح منشورات ألصقت على جدرانه توضح ماهية المقاطعة.
كما توجد شاشة لعرض محتوى الموقع، فيديوهات صوتية قصيرة تحاكي مساوئ المنتجات الأمريكية و ضررها على صحة الإنسان، كما يتم توزيع بروشور يوضح كل معلومات الحملة، و أيضاً لوحات ورقية للزوار المتضامنين مع فكرة المقاطعة، للمشاركة في بصمته و تأييده، بالإضافة لدفتر لمن يرغب بكتابة حروف طيبة بحق الحملة و فريقها.
تعرف على عملنا عدد كبير من الأشخاص، ذوي مستويات ثقافية متباينة، بحيث تركت أثراً واضحاً في العقول و القلوب، ومنهم من أبدى الرغبة الشديدة في الانضمام، تعبيراً عن محبته وتضامنه مع وطنه
كما كان للفريق لقاءات عدة مع عدد من القنوات و الإذاعات الإعلامية السورية، كـ وكالة سانا السورية، و الفضائية السورية، و إذاعة فرح إف إم، و إذاعة صوت الغد، قناة الطليعة، كما سيجري بث من قناة سما، في برنامجها “مال و أعمال”، و الحديث موسعاً، لتبيان مدى أهمية الرسالة الوطنية و الإنسانية، التي تحاول الحملة إيصالها للعالم عموماً و لسورية خصوصاً، بأننا كشباب واعي قادرعلى رفع سوية هذا البلد العظيم، من خلال دعم الاقتصاد الوطني والوقوف بوجه الاستكبار الاقتصادي المعادي للشعوب العربية، و المؤمن حقيقةً بأن كل ليرة مقابل منتج أمريكي، هي بمثابة رصاصة في الحروب ضد بعض الشعوب العربية المضطهدة، و هذا لا يتم إلا إذا وحدنا شعارنا و كنا يداً واحدة لتوجيه الصفعة الأكبر للعدو.
ثقافة المقاطعة من أهم الثقافات التي وجب علينا ترويجها، ناهيك عن الحقائق المغيبة عن الأذهان هي الغايات المبهمة، التي يتم توظيف الأرباح من خلال بيع هذه المنتجات.
رغم كل الصعوبات و التحديات، تبقى البدايات الجميلة بشرى سارة وأملاً نلوذ به للمضي قدماً و تحقيق النتائج المرجوة، حتى لو كلفنا بالوقت و الجهد و التعب، فطالما أن القضية هي جزء من المواجهة، بات لزاماً علينا تقديم ما نملك من قوة و فكرحر مؤمن و المشاركة ولو بالحدود الدنيا، لنستمر بكل ثقة حتى الوصول للهدف المنشود.
مروة زرزور