هُنَا..يَصَّاعَدُ وَرْدُ الْأُرْجُوَانِ..جَمْعُ طَوَافٍ إِلَى قَلْعَةِ مِسْكِ الزُّهُورِ
كَمَا الْهَامَاتِ كَمَا الْقَامَاتِ .. أَوْلِيَاءٌ تَكَلَّمُوُا حِينِ نِسْمَةِ الْأَحْرَارِ لِيَرْحَلُوا سُفَرَاءَ أَبْرَارَ تَحْتَضِنُهُمْ مَوَانِئُ الدِّمَاءِ ..مَغْرُوسَةٌ فِيهُمُ الْأَنْيَابُ مَنْهُوشَةٌ مِنْهُمُ الْأَجْسَادُ..لِتًرْفُوا أَرْوَاحُهُمْ وَ تَنْتَفِي بَيْنَ الطَيّاَتِ.
وَ رَهْطُ الْجِرْذَانِ..إِنْتَهَكَ الْأسْوَارَ فِي خِلْسَةٍ بِجَلْسَةٍ مَعَ خَفَافِيشِ الظَّلَامِ الْمُوحِشِ.فَدَنَّسَتْ زَهْوَ الْأَمْصَارِ وَلَوَّثَتْ فَوْحَ الْأَسْرَارِ وَالنَّظْرَةُ الْحُبْلَى..غَزَتْهَا أَسْرَابُ التِّتَارِ وَ أَهْدَتْهَا قُْبُلَةَ الْبُكَاءِ وَ مَشِيبِ الصِّغَارِ.
فِي بَهْتَةِ الصَّمْتِ ِ..غَابَتْ حِكَايَةُ هَوِيَّتِي فَضَاقَ الصُّبْحُ بِالْمَسَاءِ وَرَكَنَتِ الرُّوحُ لِلْهَوَانِ وَ غَرَقَتِ الْبِقَاعُ فِي الْقَاعِ.
فِي ذَاتِ غُرْبَةِ الْأَسْحَارِ..قَمَرِيَّةُ الْنَّدَى حَافِيَةَ الْقَدَمَانِِ عَيْنَاهَا أَنْهَارٌ مَسْمَعُهَا أَنْغَامٌ تَهْمِسُ بِبَصِيصِ النَّظَرَاتِ.. نِدَاءً لِشُرُوقِ الْمِشْوَارِ بِحَسِيسِ الْلِّقَاءِ لِدُرُوبِ قِبْلَةِ الدِّيَارِ لِتَذُوبَ شِفَاهً عِنْدَ فُتْحَةِ الْهَوَى.. مِنْ قَهْرِ الْسَّوَادِ مِنْ بَتْرِ السِّنْدِيَانِ حِينَ أَصِيلِ عَصْرِ الضِّيَاعِ .
وَ يَرْتَفِعُ الصَّوْتُ الجَلِيُّ ..فَتَجْتَمِعُ حَبَّتُ الرُّمَّانِ تُصَلِّي سِرًّا رَكْعَتَانْ.
فِي الْبُقْعةِ الْأَزَلِيَّةِ حِلْمَةٌ..إِعْتَنَقَتِ الْإِنْسِدَالَ فَضَمَّهَا السِّنَانُ..
كَائِنَانِ يَتَنَاحَرَانِ ..الْغُولُ وَ الطَّائِرُ الذَّهَبِيُّ ..وَ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ مَازَالَتْ تَعْشقُ نَجْمَهَا مَنْ يَسْطَعُ ليَشْفَعَ.تُخَاطِبُهُ أَلَنْ تَمْلَأَ
كَفّّي حُبًّا وَ تَنْزِلَ مِنْ عَرْشِكَ وَ السِّتَارَ تَرْفَعُ لِنُغَنِّي لِلْخُلُودِ لِنَسْبَحَ لِنَرْسُمَ وَ نَكْتُبَ لَحْنَ حَيَاةِ.
حَبِيبَانِ هُمَا..كَانَا هَائِمَانِ وَاللَّهَ عَلَّمَهُمَا الْبَيَانَ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِكُمَا تُكَذِّبَانِ وَ لِلرَّبِ جَنَّتَانِ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ..
عماد الدِّين التُّونسي