أحد الشهداء يروي قصة ندمه لاستشهاده, ليس في سبيل وطنه لا بل لأنه سمي شهيد في سبيل حرية أبناء وطنه, قال في رسالته:
عقدنا وأمير الشهداء جلسة مطولة حول ما آلت إليه أوضاع البلاد والعباد واتفقنا على تشكيل جيش لنعود ونقاتل أعداء الوطن والإنسانية.
بدانا بإجراءات تشكيل الجيش من أوراق وتواقيع حتى الطوابع وضعناها جميعاً أرسلنا –مع لجنة مختارة من الشهداء الأبطال- طلبنا هذا لمدير الشهداء الأكبر فابتسم ووافق بهز رأسه متمتماً: "جميل.. جميل.." , وقال للجنة: يجب الحصول على توقيع الرئيس أولاً ثم تغادرون بعد ذلك. أطلق الجميع تنهيدة ارتياح. بعد عدة أسابيع من الانتظار قرر الشهداء إرسال لجنة أخرى لمعرفة أين أصبح طلبهم ولكن قبل أن يغادروا وصلت إليهم رسالة من حكومة الشهداء الموقرة كالآتي: "نُقدّر حسن حماسكم وشجاعتكم للعودة للحياة ة ومحاربة أعدائكم مرة أخرى. نظرنا بالطلب ورأينا أنه مطلب مُحق لا ضرر فيه ولكن نقترح عليكم بتغيير بسيط على المطلب, ما رأيكم بتبديل صغير في وجهة المحاربة. ؟؟ فبدل أن تغادروا ثكناتكم هنا, نختار لكم موقع محايد تحاربون به من مات من أعدائكم وتوقعوهم بين قتيل, جريح ومُقطع الأوصال كما فعلوا بكم. ونحن بانتظار ردكم."
وقف الشهداء بلحظة ذهول إثر هذا الاقتراح الغير مسبوق, جلسوا وبدأو بالتفكير وخرجوا بالموافقة وغير الموافقة, فانقسم جيش الشهداء بين مؤيد للفكرة ومعارض, لم يلبث الخلاف أن انتهى برفع السلاح بوجه بعضهم وإطلاق النار بشكل كثيف مخيف, وبعد وقت ليس بالطويل توقف الإطلاق مُخلّفاً وراءه الشهداء صرعى على الأرض, دخل غرفة الاجتماع تلك رسول من الحكومة ورأى الشهداء شهداء فوق أرضهم, فتمتم: يذهب الأفراد ليبقى الوطن.
مشايخ الفتاوي الإباحية
تحول الإفتاء بالعالم الإسلامي عامة والخليجي-المصري خاصة إلى مختبر إباحي حيث يتسابق المشايخ لإنتاج فتاوي جديدة غير مطروحة من قبل وتحريم وتحليل كلام وأفعال لا تخطر على بال أمهر كتّاب الأساطير لنسجها بقصصهم, أصبحوا يتسابقون فيما بينهم فكلٌّ يغني على ليلاه, وكلُّ واحدٍ منهم يفتي بطريقته ولكنهم جميعاً يتفقون على أن مواضيعهم لا تتعدى الأمور والعلاقات الجنسية واختصوا بحياة الإنسان الدنيا وجسده؛ وبالتحديد القسم الأسفل منه, وكأنما الدين الإسلامي أقتصر على علاقة الإنسان بالإنسان جنسياً, فنرى بأنهم نسوا أو تناسوا بأن الحياة فناء والآخرة بقاء وأن أعمال الإنسان تقاس بما قدم لإنسانيته وبما سيُكافأ بآخرته لا تقاس بكم تلذذ , كما يُذيعون. من علاقاته الجنسية إن كانت شرعية أو غير شرعية, فمن تحريم جلوس الفتاة في حضرة أبيها وحدهما دون محرم!!!!!؟؟؟؟ إلى تحريم أكل الموز والخيار إلا بطرق محددة..!!!؟؟؟ إلى وصف وضعيات ممارسات الجنس بأدق التفاصيل؟؟؟ ما هذا ؟؟ نجد بأن الإسلام في قواميسهم أصبح سلعة جنسية تدر عليهم الملايين من وراء فتاوي لا تزن بميزان ولا قبان, ونراهم يتجاهلون جوهر الدين الحقّ ويتناسون ما هو أهم.. فغفلوا عن تحريم سرقة أموال الفقراء وتجاهلوا الكذب والغش, الدجل, الفجور, النفاق, الربا, الفساد والرشاوي وناموا على قضية أرضٍ تعبت انتظار أمة لا تستفيق من سباتها , فحللوا الجهاد وجنس المتعة فعلى أرض تحارب العدوّ الأول للإنسانية وحرّموه على أرض تستنجد لإنقاذها من عدو الإنسانية. طوبى لكم مشايخ الإباحية فما كنّا نتصور وصولنا لزمن الجنس بامتياز.