د . م . عبد الله أحمد
تكمن كل القصة في فشل الإعلام في ممارسة دوره في صناعة الرأي العام خدمة لقضايا الأمة ، للأسف لا توجد رسالة إعلامية ولا هوية واضحة، وهنا أسأل ما هي الرسالة الإعلامية التي تعمل عليها المؤسسات الإعلامية الوطنية ؟
هل فشل الإعلام الوطني في القيام بدوره ؟ وما هي المعايير ؟ في الواقع إن لم يكن فشل كما يقول المتفائلون ، فإن الإعلام لم يقم بدوره على الإطلاق ..فالإعلام ليس سرداً للأخبار بطريقة مكرره ..وإنما صناعة يجب إتقانها، وهنا بعض النقاط التي كان على الأعلام مقاربتها بشفافية ..
– أين الإعلام من القضايا الشائكة التي تهم معيشة المواطن (الخدمات ، ومحاربة الفساد ، والشفافية التي تشكل الأساس في الاستقرار الاجتماعي والنقدي )؟ وهل يعرف من يعمل في الإعلام أن هناك شيء اسمه الصحافة الاستقصائية …والاهم كيف نصنع هذا المنتج ليكون عاملا لتقوية المجتمع و لصناعة رأي عام
– لا شك أنه لا بد من المصالحة وتشجيع عودة البعض “إلى حضن الوطن” ، فالمجتمعات لا تبنى على أساس الانتقام والتهيج ، إلا أن المقاربة الإعلامية قد ساهمت في التهيج المجتمعي ، فلا مشكلة في عودة “تهامة” أو غيرها ، فقد تمت المصالحة مع لوردات الحرب اللذين مارسوا أبشع الممارسات والجرائم ، ولكن لماذا يتم تشويه الحقيقة والكذب (فالمدعوة …كانت تعمل في أورينت من 2014 إلى 2018 ) حسب ما يوثقه اليوتيوب …
– في السياسية …هل انتصرنا ؟ هل انتهت الحرب ؟ هذا ما يحاول الإعلام تروجيه …في الحقيقة لا ..نحن في خضم الحرب العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية – وهل أجاب الإعلام عن السؤال الأهم : لماذا يحاربوننا ؟ وكيف نخرج من الأزمة ؟ لا …لا شيء ، وقد يقول البعض أنها مؤامرة، ولكن كلمة مؤامرة تفيد في التوصيف فقط ….
ومن المثير ، أن يقوم أحدهم ببيان صحفي …أو توضيح ..لا أدري ما هو موقعك ؟ ومن تمثل ؟ بكل الأحوال إن أظهار وتلميع بعض الشخصيات وما يسمى “خبراء- لا يعرفون حتى صف الكلمات بشكل مناسب “، وسرد الأخبار بشكل مكرر ليس إعلاما ً …
الواجب الوطني يستدعي العمل على تقوية المجتمع والدولة في مواجهة هذه الحرب المركبة ، والإعلام أداة أساسية ومهمة ، وبالأخص أن لدينا طاقات إعلامية وعلمية وطنية هائلة ، ولا بد لسورية أن تعود كما كانت على مر العصور درة الشرق وجوهرة العالم .