قد تبدو الحياة صعبةً، متعثرة السُبل، إلا على مَن كانت الإرادة له رفيقاً، وصمم على النجاح رغماً عن أنف الظروف؛ ليغدو الألم أملاً بغدٍ مشرق ارتسم على مُحيّى شابٍ أتمَّ عقده العشرين بإبتكار سيكون علامةً فارقة في حياة الكثيرين.
بدأ الشاب السوري “محمد غانم” العمل في مهنة نجارة الألمنيوم في بيروت، بعد أن هُجِّرَ وعائلته جراء اندلاع الحرب في سورية، إلا أن ضيق السُبُل المعيشية لم يمنعه من ملاحقة أحلامه وتحقيق الإنجاز.
فسجّل في عدة دورات بغية تطوير مهاراته، وفي إحدى الدورات طُلب منه مشروع من ابتكاره، إلا أن مشروع “محمد” كان مختلفاً، فقد حمل طابعاً إنسانياً، وذلك بعد أن رأى معاناة ابنة زميله في العمل المقعدة، الأمر الذي دفعه لهذا الإبتكار.
قام محمد بصنع كرسي متحرك يسمح لذوي الإحتياجات الخاصة بقضاء الحاجة دون مساعدة أحد، وقال محمد “لقد حاولت أن أصنع شيئاً يخفف من معاناة ذوي الإحتياجات الخاصة، وذلك بعد أن رأيت معاناة ابنة زميلي في العمل التي كانت تواجه صعوبة في الإنتقال من كرسي إلى كرسي لغرض قضاء الحاجة ومن هنا أتت الفكرة”.
وفي الحديث عن تفاصيل هذا الإبتكار وآلية عمله قال محمد ” التصميم عبارة عن كرسي متحرك وفيه قطعة من الخشب تخرج إلى الأمام كمبدأ جارور المطبخ، وفي هذه القطعة فتحة من أجل سهولة قضاء الحاجة؛
تنفيذ الفكرة والعمل بها أخذ معي وقت مايقارب الشهر، صممنا العديد من التصميمات ونفذناها إلى أن وصلنا إلى النموذج الاخير”.
وأضاف محمد” لاقت الفكرة إعجاباً ودعماً معنوياً كبيراً إلا أنني لم أتلقى الدعم كما يجب أن يكون”.
صرح محمد ل”نفحات القلم” أنه ينوي نقل نشاطه إلى سورية قريباً، وقال محمد” أنوي نقل نشاطي إلى سورية، وهنالك من تواصل معي من أجل ذلك إلا أنني لا أبني مخططاتي على شيء يمكن ألّا يحدث، وحتى الآن دعم المشروع ذاتي”.
يقوم محمد حاليا بإدارة حملة إنسانية تحت مسمى “حملة فاعل خير” تتضمن جمع التبرعات من ثياب وأغطية وتوزيعها على المحتاجين ممن يعانون من البرد في سورية.
حيث قال محمد” الحملة تتضمن جمع التبرعات من ثياب وأغطية وأي شيء يحقق الدفء وتوزيعها على المحتاجين في سورية في ظل الظروف الحالية الصعبة وغلاء أسعار الألبسة والمحروقات”.
وأضاف محمد “الحملة تتضمن متطوعين ومتطوعات من كافة المحافظات يعملون بجد على جمع التبرعات كأقل شيء يمكن تقديمه للمحتاجين في الظروف الراهنة”.
لطالما كان السوريون حيثما حلّوا رمزاً للإبداع والتميز، رافعين اسم بلدهم عالياً، سفراء يعبرون عن المجتمع السوري والعقل السوري.
حنين أبو خير