عزام سعيد عيسى
تأبّطوا الفجرَ باسمِ الله وانهمروا
وأمطروا الموتَ للأعدا فما المطرُ
إذا الدماءُ هِيَ القربانُ فاهنَ بهمْ
يا نصرُ وافتخري بالنصرِ يا سِيَرُ
يا أنبياءَ الفتوحاتِ التي سُقيتْ
من الدماءِ التي جاءتْ بها السُّورُ
هذي الأبابيلُ لا تبقي على وثنٍ
فما لدى رجمِها من فاجرٍ أثرُ
وأوجهٍ يتوضّا الشِّعرُ غُرّتَها
ماالشمسُ من نورها العالي وماالقمرُ
تصبّري حلبَ الشهباءَ إنَّ على
يديكِ في الفتحِ ما لا يقدرُ القدرُ
وأبشري إدلبَ الخضراءَ قبلتَهمْ
لنْ يهنأَ الكرمُ حتّى يُعْصَرَ الشَّجرُ
وتَستريحَ قبورُ المؤمنينَ
بوادي الضيفِ
حيثُ تُوارَى الأنجمُ الزُّهُرُ
وادي القداسةِ _ حيثُ الضيفُ طهّرهُ
فجراً من العهرِ _ مُختالٌ بهِمْ خدرُ
وفي المعرّةِ قدّيسٌ يقول ألا
يا قومُ كيفَ استبيحَ الآلُ والحجرُ
” اللهُ أكبرُ ” ضيّعتمْ معالمَها
لمّا تنادى بها للذّبحِ مَنْ كفروا
وكمْ هتفتُ بكمْ هَدْياً وفلسفةً
لا تذبحوا الطيرَ كي لا تُذبحَ البشرُ
” أبا العلاءِ ” سلاماً يا أخا دُررٍ
هيَ الحضارةُ والإيمانُ والفِكَرُ
لكنّهُ العالمُ المجنونُ يُنكِرُنا
قانونُ شِرعْتِهِ للغابِ ينتصرُ
والعالمُ اليومَ للأقوى يمدُّ يداً
وصفعَةُ القرنِ لا تبقيْ ولا تذرُ
يُشاغلونَ دمشقَ الشامِ مُرهَقةً
عنْ قُدسِها ويُولّى الباعةُ الأُجُرُ
لبيكِ يا قدسُ يا جولانُ إنّ لنا
وعداً معَ المَوتِ يدْعُونا فنبْتَدرُ
لبّيكَ يا غابُ إنّا في الوغى أُسُدٌ
يومَ القتالِ ، وإنّا للفدا زُمرُ
قلْ للضّباعِ التي في الحقلِ قد عبَثتْ
قدْ زمجرَ الأسَدُ الكرّارُ فانتشروا
لبّيكَ لبّيكَ والأشبالُ غاضبةٌ
على ثعالبَ كمْ تشتاقهمْ سقرُ
إنْ كانَ في الغابِ مَيلٌ لا قوامَ لهُ
فليسَ للعدلِ إلا الليثُ والنَّمِرُ