مرشدة جاويش
الليلُ غطّى كل أسوار المدينة
والليل فيها يحترق
من ذا يغافلنا
ويبتكر الحدائق في الدماء الشاردة
من ذا ينام على قصيدتنا
ويمكث في لهاث النار
أو ورد المياه الباردة ..؟
الصوت جاء وما أتى
لكنه بثيابه غطى المكان
ولم يصل
الصوت أومأ وانتهى
بين الرماد وبينني
ياورد يالبّ الطيور وعقل نسرين المدى
قُم واستمع رَكض الندى ….
ماماتَ فينا سيدٌ
ماماتَ أقنوم الصدى
تلك الحقول تيبست أقدامها
سخرت ومادت لن نغني
لإنتشاء الكارثة
نحن انبلاج الفجر مِن شفة السديم
ومِن برازخ لاتُرى
هل أدركوا
أنّ الدماء تدّق باب العاصفة
وتضئ ليل الخائبين
ومن مشوا في صمتهم ونعاسهم
ماكان نبض يستوي مثل الإله
سوى الخيول النازفة
ياأيها الآتي
من الرمق البعيد إلى دمي
هل أدركتك المقبرة؟
هي للشهيد مقام سدرته
وعرش الآخرة
مرشدة جاويش