رئائية الشاعر الجزائري الحسن الواحدي للعالم الجليل الجزائري محمد الطاهر ايت عجلت الذي رحل عنا هذا الأسبوع عن عمر ناهز 106 سنوات ، يقول شاعرنا أنها رثائية متواضعة لفقيد الأمة والوطن والوسطية والعلم
وليدة اللحظة باحت بها النفس وأنشرها كما خرجت
وليدة اللحظة باحت بها النفس وأنشرها كما خرجت

نعاكَ النّاسُ باللَّفــــــــظِ القليلِ
وَما وَجَدُوا لِذَلكَ من سَبِيلِ !
تراهُمْ يُحْجمونَ لَوِ استطاعُوا
مخافةَ أنْ يدانوا بالعويلِ !!!
وأيُّ فـمٍ تجرَّأ أن ينــــــــادي
وينعـى مضربَ الخلُق النّبيلِ؟
يسيرُ إلى المقابــــرِ كلَّ يَوْمٍ
من الموْتـى العزيزُ إلى الذّليلِ
وما آنستُ شمْسًا غيّبُوهـا
بجوْفِ الأرْضِ في وقتٍ عجيلِ
رحيلُك لا يفي دمعٌ أسَـاهُ
ولا يشفـي لِبَـاكٍ من غليلِ
يموتُ النّاسُ والأمواتُ كثْرٌ
من الإصباحِ هُمْ حتّى الأصيلِ
وعزَّ على المقابرِ أنْ يوارى
بهـا رجلٌ من الزّمـنِ الجميلِ
جميلُ الوجـه مؤتلقُ المحيّـا
رقيق الطبِعِ يقنـعُ بالقليلِ
ملكتَ قلوبَ كلّ فتًى وكَهْـلٍ
بذاكَ الشيب والجسْمِ الْهزيلِ
وكانَ الزّهـدُ سَمْتَكَ والتّفاني
وما لَكَ في السّماحة من عديلِ
بطلْعتِــــــــــكَ البهيّةِ حينَ تبْدُو
تُرى التّقْوى مع الشَّرف الأثيلِ
جمعْتَ الشّعْبَ والأهواءُ شتّى
وإنْ يكُ جمعُهُمْ بالمستحيلِ
فما أفنيْتَ عمْرَكَ في مراءٍ
ولا سفهٍ ولا جدَلٍ عليلِ
يراكَ الجاهلونَ عقيم فكْرٍ
وكمْ وصفوا كريمًا بالبخيلِ !
ولمْ تحفلْ بمَنْ كانوا غلاةً
وما شربوا سوى دَرَنِ الغسيلِ !
ويجْهلُ شانئوكَ عظيم فضْلٍ
وما أرغيتَ كالزّبـدِ الهزيلِ
وقاتلت الأعادي يومَ جاءوا
وهم صدّوا الأعادي بالصّهيلِ !
(وليْسَ يصحُّ في الأفهام شيءٌ
إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ )
كفى بثنـاءِ من عرفوكَ ذخرًا
وقدْ أغنَوْكَ باللفظِ الجزيلِ
رحلْتَ إلى الجنان وساكنيهـا
وقد سبَقوكَ للظلِّ الظّليلِ
فبلّغْهُمْ بما أبقْيتَ فينـا
من الأفضالِ والأثرِ الجليلِ
وأنّـا الحافظون لما حملْنــا
ونقْهـرُ كلَّ خوّانٍ عميـلِ
ستبقـى في الطريقِ لنـا دليلاً
وَذكرُك خالدٌ جيلاً لجيلِ
ما بين القوسين البيت للمتنبي