لاريب أن الشعر يعد سيد الكلمة بلا منازع يقدم ذاته للقراء لأنه لغة الأحاسيس وفيض المشاعر. فالشاعر المتمكن البارع هو من يشعل لمعة البرق في قلب المتلقي وعقله ووجدانه وكيانه وهذا ماأدركه الشاعر سليمان الخاطر بحسه وبفطرته السليمة. فقد امتلك ببراعة عناصر الشكل والمضمون والمزاوجة بين الحسي والمعنوي.
فجاء شعره يتكئ على العبارة الجزلة وقوة التراكيب وبراعة المبنى والمعنى بعيدا عن التقعير والغموض والإبهام .
الشاعر سليمان الخاطر إبن مدينة الميادين معقل الثقافة والمثقفين والمبدعين رغم التعتيم الإعلاميالممنهج وتغييبها عن المشهد الثقافي.
والده الشيخ العلامة الحاج عبدالله الخاطر طيب الله ثراه- مؤلفا وباحثا في التراث ومرجعا في علم الأنساب ..فقيها ومحدثا لبقا جعل من منزلة منبرا للأدب والتراث والأنساب
وعلوم الدين والفقه.
وهكذا نشأ وترعرع الشاعر سليمان في جنبات هذا الصرح المعرفي الواسع. فكان ديوانه(عبق القوافي)باكورة أعماله الشعرية ونتاجه الإبداعي حيث يقع الديوان في ثلاث وتسعين صفحة من القطع المتوسط ويضم بين دفتيه اثنتان وعشرون قصيدة تتماوج مابين الشعر الحماسي الثوري والشعر الوصفي والتراثي وشعر الحنين وشعر الغزل المجسم والمعنوي فكان ديوانه أشبه بقوس قزح تتدافع فيه ألوان الطيف في نسيج متناغم بهيج .
وأقف هنيهة عند شعر الغزل في ديوانه وهو مايشد القارئ والمتلقي ويدغدغ أحاسيسه ومشاعره. فالشاعر هنا يعابث النساء حينا ويصلي لهن أحيانا بشعر لاينقصه الجمال ولا يعوزه الوله والهيام .
سمراء مثل الروض يحلو مزهرا
فيه العبير جداولا لاتنضبُ
ظمآن خلف الغيدِ أعدو مثلما
تعدو الظبا في دوحها تتقلبُ
في الختام لايسعني إلا أن أبارك للشاعر سليمان الخاطر إصداره لديوانه الأول(عبق القوافي)فقد تنسمنا عبق قصائده وشذا قوافيه وأريج أبياته العذبة وأتمنى أن يجود علينا بإصدار آخر من عبق قوافيه المترعة بجمال الحرف والكلمة.
وللعلم الزميلان برهان عليوي وسليمان الخاطر من أبناء مدينة الميادين الفراتية