قال: ما المراجع التي نحتاج وكيف نجد الوقت للقيام بذلك؟
في الوقت الذي أعمل فيه على كتاب جديد مكثف، يحتاج إلى دقة وبصيرة، وأترجم الحديث مع نوستراداموس الذي يحتاج أيضاً إلى جهد مضاعف. أجد الوقت لقراءة كتاب هنا وهناك. أقوم بذلك شغفاً وليس ترفاً. قد نستفيد من كل الكتب التي نقرأ ولكن لا يعني ذلك أن كل ما نقرأه صحيحاً.
قال : ما رأيك في ما قاله الأستاذ المرحوم محمد شحرور؟ استمعت إلى ما قاله الأستاذ محمد شحرور فيما يتعلق بتفسيره للقرآن، وكان لا بد من تقدير واحترام ما قدمه، لأنه بالفعل قد قام بعمل جبار . ولكن ومع ذلك، لا يمكن الاتفاق معه في نقاط كثيرة وبالأخص. ما بتعلق بالربط ما بين “النفس” و”قانون التطور المعروف”. هناك فرق شاسع ما بين الجسد والنفس والروح من حيث الماهية. الجسد يخضع للتطور الموّجه وليس العشوائي كما اِدَّعَى داروين وأصحابه، وهناك عتبة تميّز كل نوع على هذة الأرض. النفس تحتاج إلى الجسد وإلى فيض إلَهَي كيف يقوم الإنسان بما يقوم به بإرادة حرة. من جهة أخرى، لا يمكن القول أن الروح هي فقط معلومات وأوامر. تأتي كلمة الروح في القرآن الكريم على عدة أوجه: كقوله تعالى يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨ النبإ﴾. المعنى الثاني: كقوله تعالى رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿١٥ غافر﴾. والأمثلة كثيرة، حيث أن لكل شيء ماهية، وللروح ماهية. ولكن لا نعرف إلا القليل . وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥ الإسراء﴾. القرآن كتاب عظيم، عميق وفيه مستويات وبوابات سبع، والله أعلم. كلما تراكمت المعرفة، قد نرى فيه مالم نكن نعرفه من قبل.
قال: ما دور الدماغ والعقل؟ الدماغ مجرد مترجم لطاقة “الروح” والعقل فوق الدماغ وهو حلقة من طاقتها. وهكذا نرى أن الجسد بما فيه من دماغ وأعضاء هو مجرد أداة للنفس ولطاقة الروح، لذلك يختلف أَدَاء الإنسان وفهمة وتطورة من إنسان إلى آخر، وكلما غمرته المعرفة، يرتفع درجة على السلم الإنساني والعكس صحيح .
الحياة ملحمة معرفية ولا عبثية أبداً. علينا أن نبحث،ننتعلم،نعرف. وأن نجد الوقت.لأن المعرفة عبادة وسفينة للنجاة إن أصبحت منارةً لأفعالنا في هذة الحياة.
التراكم المعرفي يعطينا القدرة على التمييز والإضافة إحياناً، وكل المراجع التي تخدم الهدف المعرفي مفيدة حتى لو كانت في مواقع متناقضة.