نضال عيسى
لقد قررت أمس التوجه جنوبا” والقيام بجولة على القرى النائية في منطقة مرجعيون والخيام والوزاني التي تشهد إنماء وتطور سياحي وزراعي بجهود فردية دون التفات الدولة وغيابها الكلي عن دعم هذه المنطقة رغم المناشدات الدائمة
مشاريع زراعية كبيرة وحقول جميلة ينتظر أصحابها حصاد زراعتهم رغم خوفهم من الأحوال الاقتصادية السيئة وصعوبة تصريف الإنتاج الذي يعتبر من أفضل الأنواع في السوق اللبنانية نظرا” لطبيعة الأرض والأهتمام الكبير من قبل المزارعين بمنتوجاتهم وتجنبهم أستخدام المواد الكيماوية
وهنا ننشاهد الدولة مرة جديدة الألتفات لهؤلاء المزارعين وهذه المنطقة الحدودية المواجهة للمحتل والذي يعتبر وجود هذه الإرادة هو تحدي للمحتمل وإن هذا التطور السياحي والزراعي هو أستكمالا” للتحرير
ولكن كان لجولتي هذه مفاجأة كبيرة عندما قررت التأكد من خبر قضم إسرائيل للجزء اللبناني من بلدة الغجر
فتوجهت لأقرب نقطة يسمح لنا الدخول إليها بعد طلب إذن من الأجهزة اللبنانية المعنية بمراقبة الحدود وهنا يجب التوجه بالشكر لهم على تعاونهم وصمودهم أيضا”
بينما كنت التقط الصور بعدستي لقرية الفجر المحتلة كليا” (حديثا”) كان أهالي بلدة هونين في مركبا يواجهون المحتل مع الجيش اللبناني ويمنعونهم من تخطى السياج الأمني ولكن المشهد في بلدة الفجر يختلف فهذه القرية أصبحت مستعمرة محاطة بسياج شائك وحائط إسمنتي متصل بالجزء القديم من القرية المحتل وبذلك تكون إسرائيل قد قامت بإحتلال جديد لقرية لبنانية تحت أنظار قوات الطوارئ الدولية ضاربة عرض الحائط المواثيق والاعراف الدولية
فهي لا تأبه أبدا” بالقانون الدولي ولا بالأمم المتحدة ولا يعنيها مجلس أمن رغم اقترافها المجازر والقتل وأغتصاب الأرض
واليوم تشن حربا” على جنين في فلسطين وتقصف غزة وتنتهك أجواء سورية
هذه العربدة لا تلقى فيتو من دول القرار ولا إدانة ولكن إذا تخطى مواطن لبناني ضفة نهر الوزاني أثناء السباحة في مياه لبنان تستنفر قوات الطورائ الدولية وتنبهه بأنه تخطى الخط الأزرق أنها مهزلة مابعدها مهزلة
هذه حدودنا وهذه أرضنا ولن يستطيع أحد منعنا من الوقوف عليها
فهذه أرض أجدادنا وهذا الظلم لن يدوم وهذه الأرض ستعود لأصحابها مهما طال ظلم المعتدين المحتلين