يمر الكيان المؤقت بأزمات سياسية وأمنية وعقائدية وقومية، وأبيض وأسود وشرقي وغربي، وانقسام داخل المؤسسة العسكرية وبين يمين ويسار…..!
دفع هذا الواقع المحللين والمراقبين والاعلاميين إلى توقع اقتراب حرب أهلية داخل فلسطين المحتلة، وعمت المظاهرات التي تؤشر إلى انفجار البراكين الكامنة منذ اغتصاب فلسطين في أواخر النصف الأول من القرن العشرين، مضافاً إليها المواجهة اليومية التي يخوضها أبناء وبنات فلسطين بالحد الأدنى من الأسلحة واللحم الحي حيث سطروا ملاحم في جنين وغيرها وداخل المعتقلات….!
وفجأة ومن دون مقدمات، وعلى إثر غارة نفذها مدير مخابرات السلطة في رام الله، تتفجر في مخيم عين الحلوة بين الفصائل الفلسطينية وتزعزع أمن المنطقة ويسقط الضحايا ويتهجر الفلسطيني مجدداً، وتتزاحم الواسطات وتصدر بيانات الاستنكار وطلب وقف إطلاق النار. أمام هذا المشهد المؤلم والمحزن والمبكي الذي كنا ننتظره للعدو، وإذ به يحل بين الأخوة والاشقاء ويعبث بالأمن ويشل الحركة وتكثر التوقعات والتحليلات، كل ذلك والعدو يترقب وتبرد أعصابه وتتأجل براكينه ويراهن على المزيد من الصراعات على الساحات الفلسطينية والعربية ….!
بناء عليه الجميع يتساءل:
١- لمصلحة من هذا التفجير ؟
٢- من وراء هدر الدماء والتهجير والتعمير؟
٣- متى يصحو هؤلاء ويتوحدون ويضعون الخلافات جانباً مهما بلغت ؟
٤- هل ساهم هذا التفجير في تأجيل الحرب الأهلية ضمن الكيان؟
د. نزيه منصور