ضاع وجهي بين الحطام
تُرمى كجثّةٍ بلا ظلٍّ
على قارعةِ الموتِ
وأنتَ حيٌّ
لا أحدَ يكترثُ!
حتّى العتمة
تمرُّ بالقربِ منكَ
ولا تكترثُ!
وأنتَ تتفرَّسُ في الوجوهِ المبعثرة
أتنظرُ إليها كمْ هي متشابهة؟
هل تبحثُ عن وجهِكَ
تحاولُ أن تتذكَّرَه
لعلّ بائعًا متجوّلا باعه
أو ربَّما أنّك وُلدت بلا وجهٍ!
عدْ أدراجَكَ …
عدْ من حيث منبعِ الخطواتِ
بلا أقدامٍ
أو تقدَّمْ فهناك من سبقَك
لا تخف
فخلفك أطنانٌ
من الجثثِ المنتظرةِ
المتعفّنةِ
الحكمُ دومًا يصدر مسبقًا
ويعلنُ عنهُ لاحِقًا
ورغمَ احتكامِ الزّمنِ
واحتدامِ الصِّراعِ
طريق الحقيقة دوما
مصوّبٌ نحو الشَّمسِ…
أنا للغدِ تاريخٌ ميتٌ
فحاضري قتيلٌ
أنا لبداية الحكايةِ
معبرٌ شُقَّ بملعقةٍ ودمٍ
ورجوع في آخر النهاية
إلى نقطة الصفر
يا للدّوامة!
ما القصيدة إن لم تدرسْ
في مدرسةِ التَّحدّي؟
ما الأنغام إن لم تخرج
من قلبِ الوجدِ؟
مصلوبٌ أنا
منذُ فجرِ ولادةِ الحرفِ
اليومَ انبعثتُ في الشِّعرِ
خميرةَ ألمٍ
وغدًا…ما الغدُ إلا ذلك الوهم.
سامية خليفة /لبنان