توفي ظهر الجمعة 25 آب 2023 في العاصمة بيروت، الصحفي اللبناني ناشر وصاحب صحيفة السفير اللبنانية طلال سلمان عن 85 عاماً.
يعد طلال سلمان أحد أبرز الصحافيين العرب، ومؤسس صحيفة السفير التي تُعد إحدى ألمع التجارب الصحافية التي عرفها العالم العربي في تاريخه المعاصر.
وطلال سلمان صحافي لبناني أصدر في 26 آذار/مارس 1974 جريدة “السفير” في بيروت، وهي يومية سياسية مستقلة – حملت شعار “جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان”، وشعاراً مواكباً برسم الكثرة الغالبة “صوت الذين لا صوت لهم”، فشكّل منذ عقود مرجعية إعلامية في الشؤون العربية واللبنانية تحظى بالتقدير، وبالتأثير في الرأي العام.
ولد طلال سلمان في بلدة شمسطار (غربي مدينة بعلبك في البقاع اللبناني) عام 1938.
درس في عدة مدارس، بحسب تنقل والده الدركي في المدن اللبنانية، وأنهى دروسه الثانوية عام 1955.
بدأ سلمان حياته المهنية مصححاً في جريدة “النضال” ثمّ عمل صحافياً بلا راتب في جريدة “الشرق” أواخر سنة 1956.
بعد فترة تدريب في بعض الصحف اليومية، انتقل إلى مجلة “الحوادث” عام 1957، وعمل فيها محرراً، ثم سكرتيراً للتحرير، ومنها انتقل إلى مجلة “الأحد” عام 1960، وتولى إدارة التحرير.
في خريف عام 1962 سافر إلى الكويت، بحيث أصدر مجلة “دنيا العروبة” لصاحب “دار الرأي العام” عبد العزيز المساعيد، والتي تولى رئاسة تحريرها فترة قصيرة، عاد بعدها إلى بيروت ليتولى إدارة التحرير في مجلة “الصياد” في صيف عام 1963.
بين عامي 1963 و1973 تنقّل بين مجلات “الصياد” و”الأحد” و”الحرية”، قبل أن يتفرغ في “الصياد” و”الأنوار” لتغطية الأحداث العربية. فعُرف داخل عدد من الأقطار العربية، وحاور مجموعة من أبرز الملوك والرؤساء والقادة السياسيين والحزبيين العرب، وعالج مجموعة من الملفات والقضايا الساخنة.
حاور عدداً كبيراً من كبار الأدباء والكتاب والفنانين العرب، في عدد من الأقطار العربية، وربطته بمعظمهم صداقات وثيقة.
في أواسط عام 1973 تفرغ لإصدار “السفير” جريدةً يومية. وصدرت في 26 آذار/مارس من عام 1974 بعد اتصالات ومشاورات ومحاورات واسعة شملت عدداً من كبار القادة والسياسيين والصحافيين من الكتاب والأدباء العرب، حتى جاءت مصداقاً لشعارها “جريدة لبنان في الوطن العربي، وجريدة الوطن العربي في لبنان”، وكان شعارها الرديف “صوت الذين لا صوت لهم”.
كان عضو مجلس نقابة الصحافة اللبنانية منذ عام 1976حتى عام 2016.
نجا من محاولة اغتيال أمام منزله في منطقة الحمراء في بيروت، في 14 تموز/يوليو 1984، وأصيب بجروح في أنحاء متعددة من جسده.
حاز جائزة المستشرق الروسي فيكتور بوسوفاليوك الدولية المخصصة لأفضل نقل صحافي روسي وأجنبي للأحداث في الشرق الأوسط، وتسلم الجائزة في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2000.
بعد الاجتي اح الإسرائ يلي عام 1982، خاضت “السفير” معارك ضد مشاريع الحروب اللبنانية المتنقلة، وضد فلتان السلاح وصراعات الأحزاب والطوائف والمذاهب، بجيث كتب سلمان عشرات الافتتاحيات مؤكداً رفض الحروب الداخلية وأولوية مقاومة الاحت لال، مثل افتتاحية “جنوباً دُرْ – جنوباً سِرْ وانتصر”.
قابل ملوكاً ورؤساء وشخصيات، أمثال جمال عبد الناصر، حافظ الأسد، معمر القذافي، هواري بو مدين، الشاذلي بن جديد، أحمد بن بيلا، ومعظم القادة التاريخيين للثورة الجزائرية، وأحمد حسن البكر، صدام حسين، سالم ربيع علي، علي ناصر محمد، عبد الفتاح إسماعيل، المشير عبد الله السلال، العقيد علي عبد الله صالح، الملك خالد بن عبد العزيز، الملك فهد، أمير الكويت جابر الأحمد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان، آية الله الخميني، أبي الحسن بني صدر، الرئيس رفسنجاني. أما الرؤساء اللبنانيون فكانت له بهم جميعاً صلات رسمية وشخصية.
في عام 2004، وفي الذكرى الثلاثين لإصدار “السفير”، كرّمته المؤسسات الثقافية والنوادي في أنحاء لبنان كله، وتسلم منها كثيراً من الدروع التقليدية، وألقى أكثر من عشرين محاضرة في مختلف المناطق اللبنانية.
حاز جائزة “ستيفانو كياريني” من لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا” في عام 2007.
كرمته الجامعة اللبنانية في 7 أيار/مايو 2010 عبر منحه دكتوراه فخرية.
كرمته “جمعية يافا العودة للتراث والثقافة”، و”اللجنة الشعبية الفلسطينية” في 21 نيسان/أبريل 2013، خلال افتتاح قاعة يافا العودة للتراث والثقافة في مخيم مار الياس، بحضور السفير الفلسطيني أشرف دبور.
كرّمه رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال استقباله في “عين التينة”، في 28 آذار/مارس 2014، لمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس جريدة “السفير”، بحيث قدّم إليه درع المجلس مشيداً بدور “السفير” ومهنيتها وتاريخها.
كرمته السفارة الفرنسية في بيروت في 19 كانون الثاني/يناير 2017.
كما كرم من جهات عديدة أخرى لمواقفه وآرائه وعراقة عمله الصحفي .
مؤلفاته :
– “مع فتح والفدائيين” (دار العودة 1969).
– “ثرثرة فوق بحيرة ليمان” (1984).
– “إلى أميرة اسمها بيروت”.
– “حجر يثقب ليل الهزيمة” (1992).
– “الهزيمة ليست قدراً” (1995).
– “على الطريق”: عن الديمقراطية والعروبة والإسلام (دار الفارابي 2000).
– “هوامش” (2001).
– “سقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق” (2004).
– “هوامش في الثقافة والأدب والحب” (2009).
– “لبنان العرب والعروبة” (2009).
– “كتابة على جدار الصحافة” (2012).
– “مع الشروق” (2012)
– “هوامش في الثقافة والادب والحب” (2014).
– “مع الشروق” (2014).
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )