الدكتور ضياء الثامري أستاذ النقد الأدبي بجامعة البصرة يكتب عن مشروع البديل الثقافي العراقي
و مؤسسه المفكر التنويري القدير ا. جمال جاسم أمين
عن البديل الثقافي
قد يغالط نفسه من ينكر وجود نبرة متعاليةعلى الثقافة العراقية في مواقع ثقافية عربية كثيرة ، حتى أن قسما من هذه المواقع استسهل سرقة منجزات المثقف العراقي، أو لم يولها عناية، ولا ننكر أن هذا الأمر كان من نتائج السياسات الرعناء التي توالت على العراق وتركته في عزلة شبه كاملة لعقود من السنين، من جانب آخر لعلني لا أجانب الصواب اذا ما قلت انها مشكلتنا لأننا كثيرا ماصفقنا لما قدمه العرب في المغرب العربي وأعليناه على ثقافتنا وكأنه من الوحي ، مع أن معظم ما أنجز هناك هو مجرد نقل أو ترجمة للثقافة الأجنبية، وهذا الأمر نتج عنه أننا صرنا ننظر بخجل لما ينجزه المثقف العراقي من أفكار أصيلة ، وماينجزه من ابداع مشرق ، ولكن الشمس لاتحجب بغربال وسوف يظل الاصيل أصيلا ، مشروع البديل الثقافي الذي طرحه الشاعر والناقد العراقي جمال جاسم أمين قبل ثمانية عشر عاما نموذج لأصالة الثقافة العراقية التي لم يعاينها مؤتمر ثويزا بما تستحق أن ينظر لهامن الاحترام والاعتراف بالسبق ، وراح بدلا عن ذلك إلى انتحال المشروع دون أية اشارة، تاركا الثقافة العراقية بما تضمه من رموز وراء ظهره ، أقول نحن بحاجة إلى إعادة نظر في موقفنا من انفسنا أولا ، وفي موقفنا من الآخر بمجرد أن يفكر النظر لنا بأقل مما نستحق من الاحترام