نعت وزارة الثقافة ونقابة الفنانين في سورية والوسط الثقافي والموسيقي، الموسيقار القدير أمين الخياط الذي توفي أمس الأحد 3 أيلول 2023 عن عمر ناهز الـ 87 عاماً، بعد صراع مع المرض.
والمايسترو أمين الخياط أحد أبرز الموسيقيين السوريين، وسبق أن تعاون مع عدد كبير من عمالقة الغناء، بينهم وديع الصافي، وميادة الحناوي، وصباح، وصباح فخري.
ولد أمين الخياط في دمشق- حي العمارة عام 1936، ونشأ في بيت يعشق الموسيقى، فوالده الموسيقي عبد العزيز الخياط كان ضارب إيقاع وعازف عود ومطرباً والذي استضاف في داره العديد من المؤلفين والملحنين الذين تشرب منهم الخياط الابن حب الموسيقا.
بدأ أمين تعليمه الموسيقي على يد والده الذي علمه الضرب على الإيقاع، وهو خريج المعهد الموسيقي الشرقي بدمشق 1954التابع لوزارة التربية وفي السنة الرابعة من دراسته، تدرب طويلاً في العزف على آلة القانون على يد العازف الشهير «محمد العقاد».
وبعد تخرجه وجد نفسه بين أساطين العزف كعمر النقشبندي وياسين العاشق وبدأ خطواته الأولى مع المطربة سعاد محمد في أوائل أغانيها ، سافر بعدها إلى بيروت بطلب من سعاد محمد لمرافقتها بالعزف في حفلاتها.
وفي عام 1957 عين كعازف على آلة القانون في فرقة إذاعة حلب الموسيقية.
وفي حلب بدأ أمين الخياط أولى خطوات التلحين.
في عام 1959 انتقل أمين الخياط إلى دمشق وعين في وظيفة منشئ بالمعهد العربي للموسيقا التابع لوزارة الثقافة الذي أحدث خلال الوحدة مع مصر، وملحناً في الإذاعة والتلفزيون بدمشق.
لكنه سرعان ما ترك عمله وسافر إلى أوروبا في جولة فنية، واستقر لمدة سنتين في إسبانيا؛ حيث اطلع على الموسيقا الإسبانية من موسيقيين كبار.
وكان لأمين الخياط تواجده المهم في مهرجان الأغنية السورية بدوراته ال10؛ إذ لحن عدداً من الأغنيات، وكان أحد المشرفين الموسيقيين فيه، وعضواً دائماً في لجنة التحكيم. وتولى إدارة المهرجان لمرة واحدة في دورته العاشرة عام 2004.
وفي المجال النقابي كان أمين الخياط من مؤسسي نقابة الفنانين عام 1968، وتولى رئاسة النقابة ثلاث دورات.
اهتم الخياط كثيراً في تلحين الموسيقا التصويرية للمسلسلات والبرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية، وعمل مع بعض المخرجين على الاستغناء عن وضع الموسيقا الغربية في الأعمال الدرامية المحلية، وترسيخ الموسيقا العربية للأعمال الدرامية السورية.
ولحن الخياط مئات الأعمال الغنائية في مختلف القوالب من القصيدة للطقطوقة والموشح والحواريات لكبار المطربين السوريين والعرب، منهم صباح فخري وشريفة فاضل ومها صبري وسميرة توفيق ومصطفى نصري والياس كرم ومها الجابري وفاتن حناوي وعليا التونسية وفهد بلان وغيرهم.
وشارك الخياط في تلحين أعمال غنائية درامية عن حياة المغنين في الماضي، منهم زرياب والموصلي، كما لحن الكثير من الأعمال المسرحية منها العنب الحامض و(طرة ولا نقش) وهي مسرحية سياسية.
شغل الخياط مهمة رئيس دائرة الموسيقا بالإذاعة والتلفزيون، ومستشاراً لهيئة الإذاعة والتلفزيون، ومدير مهرجان الأغنية السورية، وأمين سر لجنة صناعة السينما والتلفزيون لدورتين، وكانت تتم دعوته للمشاركة في رئاسة أو عضوية لجان تحكيم مهرجانات ومسابقات غنائية وموسيقية في الوطن العربي.
واحتضن الخياط وأخذ بيد الكثير من المطربين والمطربات الذين أصبحوا نجوماً، فأضحى رقماً صعباً في عالم التلحين والتأليف الموسيقي السوري والعربي.
حصل الخياط على ميداليات وجوائز وشهادات تقدير من الجمهورية العربية السورية ومن دول الكويت والأردن وسلطنة عمان وليبيا والمغرب ومصر والإمارات وكرمته وزارة الثقافة بيوم الثقافة عام 2017
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )