قال : كرغبة الحصان واكتئاب العربة. أبحرت مثل البجعة ،وغرقت مثل الصخرة، لكن الوقت قد انتهى، والماضي يمر كسهم ضاحك.
كانت صفحتي بيضاء جدًا وحبري رقيقًا جدًا، لن نكتب اليوم ماذا خَطّ القلم في الأمس، سنخطو على الطريق، لترى ما أقصده، وأوصل رغبتي بخيط الحرية …
لأنني أعلم أنها قادمة، سأنتظر رغم أن دومات متعارضة تعيق دربي!
قلت: وما هي؟ الثنائيات المتعارضة…. لا يا صديقي، هي ليست متعارضة كما يبدو لك، التعارض لا يكون إلا مع القسر أو الإغواء، والقسر لا يكون إلا مع ماهية غربية عنك.
قال: أنا كالبذرة في أرض مظلمة…قلت: كيف تكون مظلمة وهي تحضنها، لتعبر إلى عالم النور. تنمو في الماء، ويكون لها جذور في الطين، وتنشر زهرتها في الهواء. ففي الجزء الغارق في الطين الحياة المادية، وفي ساق النبات المار عبر الماء الوجود في العالم الأعلى بدرجة أو درجات، والزهرة التي تطفو على الماء وتفتح على السماء تحدد لك طريق المصير. ولكن، كن حذراً. لا شرارة في البذرة التي لا تمضي وتعبر، لأنها اختارت الظلمة، فلا وجود ولا عبور .
قال: “أسمع زقزقة الطيور! هل هذا أنت؟”
قلت: «إن كنت تحب الأرض فسوف تُشنق؛ إذا كنت تحب السماء، فسوف تحوم.”
قال: “ما هي الأرض؟ ما هي السماء؟”
قلت: «كل ما تحتك هو الأرض، وكل ما فوقك هو السماء. تطير إذا جاهدت فيما هو فوقك؛ إنك معلق إذا جاهدت في ما هو دونك.
قال: “ماذا فوقي؟ ماذا يوجد تحتي؟”
قلت: «فوقك ما هو قبلك وما فوقك؛ ومن تحتك ما يعود من تحتك. اختر طريقك بعناية، وانظر في الجوار، ففي الطبيعة خارطة رمزية مشفرة عبقرية، وما عليك إلا اختيار الطريق. يتبع .