رواية الأديب الروسي فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي
الذي يعتبر من أهم أدباء العالم الذين ناقشوا قضايا فلسفية ذات أبعاد عميقة لا يستهان بها فقد تناول فكرة الإيمان والخير والشر والأخلاق والإثم والجنة والنار والأديان والوجود الإنساني والخلاص والغفران والحقيقة المطلقة .
تأثر دوستويفسكي بعدد كبير من الكتاب والفلاسفة منهم شكسبير وديكنز وهوغو وآلان بو وأفلاطون وانتشرت كتاباته داخل وخارج روسيا
تعتبر روايته القصيرة ( الإنسان الصرصار ) أولى الأعمال في منهج المذهب الوجودي الذي يعتب أحد أهم مؤسسيه .
أما رويته موضوع الحديث ( حلم رجل مضحك )
فهي عبارة عن قصة رجل أخذ يتأمل الحياة من حوله بتفاصيلها الدقيقة وأحداثها المتلاحقة فخلص إلى أن العالم كله خواء لا معنى ولا قيمة له وفي ضوء هذا الاكتشاف قرر الرجل الانتحار فابتاع مسدسا وقام بتعميره تمهيدا لإنهاء حياته في أي لحظة , غير أن فتاة صغيرة التقاها تبكي طالبة منه العون فقد كانت أمها على ما يبدة مريضة , فنهرها وتخلى عنها ومضى إلى منزله حيث غط في نوم عميق فوق مقعد خشبي وبدأ يحلم حلما أقل ما يقال عنه أن يلخص فلسفة الوجود والخير والشر والأديان وعلاقة الإنسان بغيره من البشر والفضائل والآثام البشرية , كان الحلم بمثابة ضوء كاشف أنار له بصيرته متكشفت له الكثير من الحقائق الغائبة وأدرك معنى الوجود وغايته وتوصل لفلسفة الألم والعذاب والموت والبعث .
تعرض الروائي في البداية لفكرة الموت ووصفها بدقة وحكمة من سبق له الموت ثم انتقل لفكرة حياة البرزخ ورحلة صعود الروح للسماء وتعرض أيضا بشكل مباشر وغير مباشر لبعض الأديان السماوية والأنبياء ….. فكانت إشارته الأولى لقصة آدم وخروجه من الجنة مستخدما إشارت ودلالات على ذلك .
وتطرق الروائي كذلك للكون والمخلوقات الكونية كوحدة مترابطة تعيش في تآلف وسلام حيث صور التناغم بين والانسجام بين البشر ومصادر الطبيعة المختلفة فجعل لغة واحدة تجمعهم …
عقد دوستويفسكي مقارنة بين البشر الذين التقاهم الراوي في رحلته مع المخلوق العجيب الذي رافقه وتحولهم لبشر فاسدين يعرفون ويمارسون الكثير من الآثام البشرية كسائر البشر بأرضه ويصف هذا التحول في النفس البشرية فقد تحولت من الخير إلى الشر ومن عدم الانسياق وراء الغرائز والنزوات البشرية لاتباع الغرائز والانغماس في الملذات المحرمة فتعلموا الحقد والغيرة والحسد وغيرها .
ختم الراوي حكايته بفكرة التبشير إذ نذر نفسه ليكون مبشرا للبشر أجمعين مهما بلغت صعوبة رسالته .
أقوال للروائي دوستويفسكي :
( إنني أرى كثيرا من الناس ولكنني أظل وحيدا )
( إنك تكترث لكل شيء وهذا ما يجعلك أتعس الناس )
(هل يستطيع المرء أن يحب جميع أقرانه البشر بغير استثناء ؟ ذلك السؤال طرحته كثيرا على نفسي , فكان جوابي ,لا ,حتما حتى أن ذلك ينافي الطبيعة , وكا حب الإنسانية إلا معنى مجرد ,من خلاله لا يحب المرء إلا نفسه )
( إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده ولا الثياب الثمينة , ولا الزهو والحسد ,وإنما يصنعها حب لا نهاية له )
( كي شيء في الأنسان عادة .إن العادة هي المحرك الكبير للحياة الإنسانية ).