أجرت الحوار : منيرة أحمد مديرة الموقع
سيدة جمعت المجد من أطرافه فكان رداء فخما
سيدة أنيقة الحضور تعددت مواهبها وتنوعت اهتماماتها
معا في حوار شيق مع المربية والفنانة والشاعرة منى الماجري
****** ******
من هي منى الماجري باختصار ؟
منى الماجري شاعرة وقاصة وسينمائية تونسية من بلدة منزل عبد الرحمان بمحافظة بنزرت في أقصى الشمال التونسي
أستاذة اللغة العربية بالمعاهد التونسية متقاعدة
لي ديوانان الأول
وجهها الآخر الذي لا يعرفني
والثاني
مارشح من شقوق الخوابي
لعبت دور بطولة في شريط سينمائي طويل بعنوان ،،ولدي،،
حائزة على جائزة أفضل دور لهذا الشريط في مهرجان السينما التونسية 2019
لي مخطوط في القصة القصيرة
مخطوط لديوان شعري
ومخطوط لديوان في الومضة
= جمعنا الفضاء الأزرق فكان له أثر استطعنا أن نجعله إيجابيا
فكيف كان أثره عليك شعريا ؟
***جمعنا هذا الفضاء فعلا ولولاه ماكنا لنتعارف وله يعود الفضل في التقريب بين المثقفين وتذليل صعوبات التواصل بين المبدعين ومختلف أشكال الإبداع بفضل هذا الفضاء ننفتح الآن على كل الأقلام في كافة أنحاء العالم وهذا ماسهل حضور المثقفين العرب في ملتقيات تنظم هنا وهناك فتحول التعارف الافتراضي إلى تعارف على أرض الواقع
-في علاقة بنشاطي الشعري ونشاطي الثقافي
عموما أقول لقد كان الفضل الأكبر لهذا الفضاء في التعريف بي كاتبة وحاملة لهوى أدبي سواء كان ذلك شعرا أونثرا
وهذا الفضاء عرف بمنشوريّ السابقين وعرف بنشاطي في إطار المنتدى الذي أسسته وهو #منتدى الموج للشعر والقصة
بمعنى أنه احتضن جزء كبيرا من نشاطي وألقى الضوء على مساهماتي في الساحة الأدبية الجهوية والوطنية والعربية وحتى العالمية
= للمربي رسالة سامية حتى كاد أن يكون رسولا ولك فيه باع طويل وقيمة كبرى ماذا عنك كمربية ؟
***أنا خريجة كلّية الآداب وتوظفت بالتدريس على مدى 35 عاما كنت خلالها أجالس النصوص الشعرية والنثرية لأعلام الأدب العربي قديمه وحديثه فالتعليم لم يأخذني من عالم الأدب بل على العكس جعلني أرافق وجوها عديدة للإبداع إلى جانب مواكبة الحركة النقدية لكل مدرسة شعرية أو قصصية روائية ومواكبتي لذلك خارج مربع البرامج التعليمية الرسمية جعل درسي أشبه بورشة أو بجلسة فكرية
أنا خريجة كلّية الآداب وتوظفت بالتدريس على مدى 35 عاما كنت خلالها أجالس النصوص الشعرية والنثرية لأعلام الأدب العربي قديمه وحديثه فالتعليم لم يأخذني من عالم الأدب بل على العكس جعلني أسائل نصوص أدينا العربي على عشريات من الزمن
= ماذا عن تجربتك في مجال الفن وصداه لدى جمهور الفن ؟
***تجربتي في مجال السينما كانت محطة مهمة جدا في مساري الثقافي فهي نافذة جديدة انفتحت لي واكتشفت من خلالها كيف يمكن لي أن أكون امرأة حقيقية من لحم ودم حتى وأنا أُشاهد من خلف الشاشة ،كيف أحمل هموم امرأة شعرت بالضعف أو امرأة شعرت بالقوة أو امرأة عضت على الجرح وتجاوزت وتصالحت دائما مع الحياة ،وهذه ممكنات توفرها السينما لكل ممثل وأنا وفرها لي شريط ،،ولدي،، الذي أخرجه محمد بن عطية وأنتجته درة بوشوشة ،وكانت لي فرصة ثانية مع السينما حين لعبت دور الأم أيضا في شريط درامي وثائقي بتوقيع المخرج المصري أبنوب يوسف
= دعينا نطرق باب الشعر لندخله معك وتحدثينا عن تجربتك الشعرية البدايات وفرص الانتشار كيف ومن ساهم في ترسيخ وجودك كشاعرة ؟
***تجربتي الشعريّة انطلقت منذ حوالي اثني عشرة سنة كانت قصيدة كتبتها بمناسبة حصول ابني على البكالوريا ولكنني كنت قبل ذلك أحمل الشعر بداخلي وإن لم أجد الظروف ملائمة التي أتمكن فيها من الجلوس إلى نفسي أو محاورتها فقد كانت التزامات الواقع من أسرة ووظيف تحول كثيرا دون التأمل أو الاستغراق في الذاتية والعاطفة وهي محاور الشعر الأساسية في اعتقادي ،ثم كان أن تخففت من بعض ماذكرت وحدثت الفجوات العاطفية كما حدثت فجوات في مستوى الوقت وهذا مكنني من العودة إلى ذاتي ،إلى محاورتها ،إلى مساءلتها والعطف عليها بعد أن كنت أهملتها كثيرا وهكذا اندفع الشعر تباعا ،نصوص تدفع بأخرى دون أن أعي أنني أنجز شعرا فلم يكن ذلك ليعني لي كثيرا حتى أتقصّده ،ماكان يعنيني هو الصدق صدق الشعور والفكرة وسلامة اللغة ،هذا الفضاء كان مساحة مهمة جدا للتعريف بنصي ،تعدد المتابعون بمرور الوقت ،تابعني عامة القراء كما تابعني الأدباء والنقاد ولمست اهتمام أهل الشأن ممن يخرج تقييمهم عن مجال المجاملة والمحاباة وهم قلة في فضاء يغلب عليه التساهل في المدح وسحب الألقاب المجانية ،هذه القلة هي التي تعنيني وتجعلني أعكف على نصي تجويداوتطويرا وانفتاحا على كل أشكال الكتابة الأدبية والإبداع الفنية عموما فالنص الإبداعي ينهل من كل مجالات الإبداع كما ينهل من اليومي ومن الواقع السياسي والاجتماعي التاريخي
= لديك مشاركات فاعلة في جمعيات أدبية تعنى بالشعر والقصة ما تقييمك للتجربة بالتالي ما الذي تقترحينه لتطوير العمل الثقافي ؟
***في مجال النشاط الجمعياتي الثقافي تتمثل مساهمتي في تأسيس منتدى الموج للشعر والقصة
وهو منتدى يعتني بمرافقة التجارب الشعرية والقصصية الناشئة ومن أنشطته ورشة القصة القصيرة التي أنتجت كتابا جماعيا في القصة والمنتدى يعتني إلى جانب ذلك باستضافة أسماء شعرية وقصصية روائيية متنوعة اثراء للساحة الثقافية بالجهة
=نتوق لبعض نماذج من نتاجك الأدبي نوثقها على صفحات موقعنا نفحات القلم
ختاما أشكر هذا الموقع الجاد لعنايته بالنصوص الجادة وأعبر عن امتناني الكبير لكونه رافق أولى نصوصي في هذا الفضاء منذ أعوام عديدة وأتمنى كل التوفيق والسداد للمشرفين عليه كما أقول لكل المتابعين لهذا الحوار ،،نحن هنا على هذه الأرض ولا نزال على قيد الحياة بفضل القلم ونفحاته وبفضل الفكر المستنير والثقافة العضوية الفاعلة وأننا بفضل ذلك لن نفنى
وهديّتي لهم ممّا كتبت هذه التحيّة الخاصة لروح أبي
أبي
لما جاء أبي إلى البحر
حمل تربة الأرض في جبهته
ولون القمح في خده ..
أبي الذي شاخ ولم يشف من أرضه
جهل السباحة حتى آخر عمره
ولم يصبح صيادا أبدا
بقي فلاحا ولم تبق الأرض ..
في ليالي الشتاء الطويلة
كان يحدثنا عن حقول القمح المنهوبة
ويقول ببراءة طفل فقد أمه
أنا أعرفها جدا تلك الأرض
بإمكاني أن أقيسها شبرا شبرا
وتبوح عيناه عن شفتيه
بأنه يتحدث عن تضاريس وجه أمه
الذي افتك منه على طفولة
وعن ثدي أمه الذي من حليبه لم يرتو
أبي الذي اختار مواسم الشمال
بقي بيدري الهوى
قمحي السؤال ..
لطالما جلس قبالة البحر
وهدهد بالأطفال ،،يا دادونة يادادونة
قمح مزرد في طاحونة
قصة وسوالف مدهونة ،،
أبي الذي مات قبل أن يزور الطاحونة مرة أخرى
ترك بيادرا تلهج بقمحه
في صدور من غالبهم النوم وهم يلهون
بين ذراعيه وجناحي قلبه ..
أنا لا أشعر بالتقصير عندما
أخلف الموعد مع قبره
لأنه لم يمت ذاك الرجل
لأنه بقي ذاك الحي
بقي الحبيب إلى الأبد ..
لا جدوى من زيارة المقابر
إذا بقي الأحبة في بيتك
وانهزم الموت على أعتاب الذكرى
على أعتاب الإرث الذي لايبلى
ذاك الإرث ما أعتاه
لكأنه من جنس السرمد ..