كان أبو النوف يحل المشاكل التي تعرض عليه بطريقته ، راسماً حداً معيناً للأذى الذي يضطر إليه أحياناً لحل المشكلة بحيث لا يؤدي هذا الأذى إلى الألم غير المقبول ، والألم خط أحمر يجب عدم الاقتراب منه .
يقصدونه لأنهم يعرفون أنه إذا لم يحل المشكلة ، فهو يخفف من وطأتها ببعض مزاحه ودعاباته .
وعندما جاءه أبو أحمد مغتماً ، هون عليه ببعض دعاباته .. لكن الأسارير لم تنفرج ، فطلب توضيحاً لأبعاد المشكلة .. وكان جل الأمر أن أبا أحمد أجّر بيتاً له لساكن لم يعد يدفع بدل إيجاره ، والحجة أنه يدفع هذا البدل لإجراء إصلاحات في البيت الهرم ، وهو لا يستطيع إخلاءه من البيت .
وأعلن أبو النوف بصوته الجهوري :
– هلق هي مشكلتك ..؟
– يعني .. في عندك حل ..؟
– سهيلة .. وأسهل من سهيلة .. رطل ملح وبس ..!!
– ليش الملح ..؟
– يا سيدي اسمع الكلمة .. بتشتري رطل ملح .. ومن حسن حظك الطقس مناسب .. المطر على وشك الهطول .. بترش الملح على السطح الترابي للبيت .. وبعد شوي بيصير كل مطر الدنيا جوات البيت .. ورح تشوفو جايي يسلمك مفاتيح البيت بأسرع ما يمكن ..
ورغم ذهول أبي أحمد .. إلا أنه نفذ الخطة كاملة .
وفي صباح اليوم التالي كان الساكن يدفع له بمفاتيح البيت هازئاً :
– وبدك إجرة كمان .. هلق هادا بيت .. روح شوف مية المطر .. كلها صارت جوا البيت .. والله آجار سنة ما بيحل المشكلة .. غنانا ألله عنك وعن بيوتك .
محمد عزوز
كتبت عام 2013
( لوحات قصصية برسم الطبع )