نص : رجل تساقطت منه أشياء كثيرة..
لست الشخص الذي يفوت فرص الفرح
أو يرفض ترديد عبارة “عام سعيد”
حتى خزانات الحظ ملأتها بزهور كثيرة
طلبت منها أن تسبح باتجاه الحب والفرح ،
كل الطرق الباردة حاورتها بأدب ، جلبت لها أمهات
يعرفن معنى الرضاعة ، يعرفن طرقا بسيطة لتحضير
الخبز والحلويات وكل أكلات الفقر ..
أنا رجل أناني ، تساقطت مني أشياء كثيرة
لكني مازلت أحتفظ بالغناء والفرح
أحتفظ بالأسئلة التي تمتص عوائق الأحلام
أتوجه دائما إلى الناحية التي صادفت فيها مناضلين يؤخرون وجباتهم حتى يعود الأصدقاء الذين يصرخون كلما احترق كتاب أو صرخت جمجمة وسط مقبرة ..
لست الشخص الذي يتسلى بإحراق أضلع
جنبات البيت الذي ساعد العصافير على الهرب ..
هذه الفترة لا أنتمي إلا الى الجهة التي تردد
عبارات الفرح وتوزع هدايا على الخزانات التي
ساعدت رفاقي على الهروب لأراضي احتفظت
بفرح كثير وأغاني رددها عاشقون ومناضلون ..
اسهر دائما بالقرب من ساحات مليئة بالصراخ
أتضامن مع بائعي الفواكه والخضار الذين
فكروا في الانتقال إلى غابة بدل مطاردة الشرطة
أنبه بائعي الملابس المستعملة إلى رفع عبارات الحب ،
أستعير من اصدقائي قبعات تساعدني على
ممارسة الركض بطرق مريحة والمشي في مسيرات
مناهضة للتقليد و طرق الحلاقة المتبعة منذ ثلاثة عقود ،
كنت هناك أنتظر دوري لأحدث الحلاق عن الشكل الذي أفضله ، كنت أعاتبه عن المرات الفائتة ، لكني مازلت أتذكر
أني أقنعته بالطريقة المثلى لشرب الشاي وكتابة رسالة حب،
سأعترف وأقول أني لست الشخص الذي كنته،
منذ معرفتي بالشعراء أقسمت
أن أنحني يوميا للمجازات والاستعارات وملابس الشعراء ، أن أنحني لكلمات الشعراء
أن أخلد محبتهم للجميلات ومحبة الكؤوس المتعبة
ومحبة زيارة شاعر في بيته ينتظر عودة بائع أكل جميل ،
أو رفقة مناضل أو عاشق انسل من بين جيوب العقود الماضية …
المصطفى المحبوب
المغرب …