لم يعد خافياً على أحد وبعد عدة مقالات تناولنا فيها الفوضى وعمليات التزوير الحاصلة ضمن منتخب سورية للناشئين أن هناك من يدعم ويمرر ويتكتم لأسباب غير معلنة حتى الآن، ورغم العديد من الرسائل المحملة بالنصح والإرشاد عبر طيور السلام للمدرب وإداري المنتخب لكن «لا تندهي ما في حدى»، وبكل صراحة وشفافية فضلنا التريث بالفترة الماضية خلال معسكر الانتقاء وتقديم النصح للمسؤولين باتحاد كرة القدم ومن يديرون شؤون المنتخب لتدارك مواقفهم من خلال ما نشر عبر (الوطن) جراء ما يحدث لكن عبث حيث ذهبت جميعها أدراج الرياح ولم يؤخذ بها
ولست أدري إن كان رئيس اتحاد كرة القدم يعلم أو يصله ما يدور في كواليس المنتخب من روايات خارجة عن النص الرياضي والعمل المؤسساتي وكأن شريعة الغاب هي التي تحكم كرتنا، فمع ولادة هذا المنتخب ومنذ وضع اللمسات الأولى عليه تبين أن من يمتلك مسؤولاً يتربع على منصب مهم يستطيع حجز مقعد لأي لاعب من حاشيته والدليل حضور الكثير من اللاعبين إلى معسكر المنتخب دون دعوة رسمية وعلم أنديتهم من خلال تجسيد مقولة (الأقربون أولى بالمعروف) وجراء ما رصدته (الوطن) على مدى أسابيع من التسيب بتنا على يقين بأن الانتقاء سيشمل بعض المحسوبيات فربما هناك مصالح مشتركة للبعض وربما هناك من يستفيد على حد زعم الكثير من لاعبي الأندية الذي اتصلوا بنا وشكوا سوء ما يجري، وما زاد الأمور انحطاطاً التمسك بأحد اللاعبين المزورين في مشهد يضع الكثير من علامات الاستفهام رغم اعتراف الطاقم الفني والإداري بتواضع مستواه وعدم مشاركته في دورة حطين الأخيرة إلا دقائق معدودة وهو ما يزيد الشبهات ويضيق دائرة الخناق على من يتمسك به فلم تتطابق الأقوال مع الأفعال، لن نطيل كثيراً وسندخل فوراً بتفاصيل قضية مهمة تخص لاعباً من نادي الاتحاد وكيف تبدلت مواليده في يوم وليلة وأصبح ضمن قافلة منتخبنا الوطني وسط مباركة ممن سيتحمل مسؤولية تبعات ما يمكن حدوثه لكونه يعلم الحقيقة كاملة ولكن يفضل الصمت والتستر ما يستدعي التساؤل وبصورة علنية عن دواعي ذلك؟ وما المكاسب التي نالها على حد زعم اللاعبين في الأندية لأن القضية باتت على كل لسان وافتضح أمرها.
ضيعة ضايعة
مع توجيهات اتحاد كرة القدم بإحداث منتخب جديد لفئة الناشئين سارع الجهاز الفني والإداري لدعوة عدد من اللاعبين بغية اختبارهم وانتقاء الأميز وقد فوجئ الكثيرون من طريقة الدعوة الموجه فمعظمهم حملوا حقائبهم وشدوا رحالهم إلى المعسكر المقام في دمشق دون علم إدارات الأندية ومدربيهم الذين استغربوا عملية الترشيح وتبين فيما بعد أن كل لاعب تدبر أمره من تلقاء نفسه والشاطر من يستطيع تثبيت أقدامه في تجسيد واضح للعقلية السطحية التي تحكم انتقاء منتخباتنا علماً أن مسابقات تلك الفئة غابت هذا العام والذي قبله ولكم تصور ما نقصده.
تأكيد رسمي
من خلال الفاكس الأول الذي وصل إلى نادي الاتحاد تبين دعوة أربعة لاعبين دفعة واحدة وسط استغراب القائمين على الفريق من ورود أسماء لم تعتمد إطلاقا من قبلهم وخاصة أن هناك لاعباً من مواليد (1997) على حين الدعوة تنحصر فقط بمواليد (1998) وتبين فيما بعد أن هناك من استطاع الحصول على مقعد ضمن المعسكر من خلال تدخل بعض الأطراف، أحد لاعبي نادي الاتحاد والمدعو (محمد أمين آلاتي) ورد اسمه ضمن القائمة من خلال الفاكس رقم (797) تاريخ (6/6/2013) ولدى العودة لسؤال الجهاز الفني في النادي أكدوا عدم ترشيحه نهائياً ليتبين لنا أن الأعمار المطلوبة لا تنطبق عليه ووالده مدرب معروف في نادي الاتحاد والوسط الرياضي وأمر دعوته غاية بالسهولة رغم عدم تطابق مواليده مع بقية اللاعبين كما ذكر لنا من خلال وجودنا في أحد تمارين الفريق وسط اعتراض زملائه على عملية التحاقه بالمنتخب بطريقة غير شرعية وتأكيدهم أنه من مواليد /1997/.
عملية تلاعب
مع وصول اللاعب إلى مكان إقامة المنتخب بصحبة والده قام بإخفاء بطاقته الشخصية كما روي لنا وعرض بدل عنها إخراج قيد شخصي يثبت أنه من مواليد 20 /1/1998 فيما جميع لاعبي نادي الاتحاد ولدى سؤالهم شخصياً عن ذلك أوضحوا أنه من مواليد 20 /1/1997 ومعها بدأت رحت البحث لـ(الوطن) عن وثائق نستطيع من خلال مسك أولى خيوط القضية لنتحرك على قاعدة متينة كما عودنا متابعينا فأي قضية يجب أن تكون مدعومة بوثائق رسمية وبعون الله تم وضع اليد والحصول على عدة أوراق تبين حقيقة الأمور وهي كافية لكشف عملية تلاعب وتزوير لا لبث فيها على الإطلاق.
ضربة استباقية
والد اللاعب ومن خلال تحرينا ومتابعتنا حاول البحث عن الكثير من الأوراق الموجودة داخل نادي الاتحاد والتلاعب بها لكنه لم يستطع الوصول إليها فقمنا بضربة استباقية وحصلنا عليها من دمشق حيث وضحت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك عملية مريبة وتلاعباً صارخاً في أوراق رسمية حكومية، وإلا ما الغاية من السعي لإخفاء بعض الوثائق التي تدين ابنه طالما أن مواليده صحيحة؟
كشف الحقيقة
مع يقيننا أن الأمور لا بد أن تكشف من تلقاء نفسها وحبل الكذب قصير فقد وقع اللاعب بمطب وافتضح أمره وذلك بعد عودة اللاعبين من دمشق إلى حلب وللضرورة أظهر اللاعب (محمد آلاتي) هويته الشخصية أمام جميع اللاعبين الذين رصدوا ذلك المشهد وتم إخبار الجهاز الفني بحيازته هوية شخصية وبناء عليه توقعنا أن يقوم المدرب وإداري المنتخب بخطوة شجاعة لكن للأسف خاب ظننا وفضل تمرير الوقت حتى تمكن اللاعب من الحصول على جواز سفر يحمل رقم (008207490) بمواليد جديد 20/1/1998 ومن ثم خرج العطار ليؤكد على أحد المواقع الرياضية بأن الآلاتي يحمل جواز سفر نظامي في تغطية لتلك العملية المريبة.
خلاف بالوثائق
كما أشرنا فقد باتت بحوزتنا الكثير من الوثائق تثبت وجود خلاف في مواليد اللاعب ما بين السنة الماضية والسنة الحالية ومنها ما تمكنا من الحصول عليه لانتسابه الاتحادي الذي يحمل الرقم /306764/ وتبين أنه من مواليد 20/1/1997 وتاريخ الانتساب 16/2/2012 كما مرفق بالمادة صورة عن قائمة الأسماء لفريق الأشبال التي تم رفعها من نادي الاتحاد للجنة الفنية بحلب ومكتب التنظيم لموسم الماضي2011- 2012 / ليتم اعتمادها في اتحاد كرة القدم والحصول على بطاقات اتحادية ويتضح ورود اسم /محمد آلاتي/ في أول القائمة وهو من مواليد 1997.
نصيحة
أخيراً: ما نعرضه هو جزء يسير من وثائق تنحصر بالجانب الرياضي فقط ولم نخرج بعد عن هذا النطاق ونتمنى ألاّ نخرج ونوسع الدائرة أكثر خاصة حول عملية تلاعب بوثائق رسمية حكومية، لذا يرجى حسم القضية قبل تفاقمها عبر حل سريع لا يشكل ضرر لأي طرف وهي برسم المسؤولين واللبيب من الإشارة يفهم!
الوطن